ياوندي – (رياليست عربي): بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جولته الإفريقية، بزيارة الكاميرون لأول مرة بعد الانتخابات الرئاسية، الزيارة التي كان من المفترض أن تبشر بعودة الجمهورية الخامسة إلى السياسة الأفريقية الكبيرة، يبدو أنها لم تتحقق بسبب اختراقات ماكرون الدبلوماسية الخاصة.
على الرغم من التوترات بين فرنسا والكاميرون بشأن تصريحات ماكرون الداعمة للمعارضة المحلية، فقد لقي الزعيم الفرنسي ترحيباً حاراً في ياوندي، حيث مرت الزيارة دون احتجاجات، مما يشير إلى غياب المشاعر المعادية للفرنسيين في البلاد.
وبناءً على ذلك، فإن الويارة حصدت، فشل ماكرون في ممارسة ضغوط شخصية على الرئيس بول بيا، حيث استمر اجتماعهما الشخصي ساعة واحدة فقط.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك، فشل الرئيس الفرنسي في الحصول على إجابة مباشرة من بيا البالغ من العمر 89 عاماً حول مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة والاستمرارية السياسية، بالتالي، سيظل عبور السلطة في الكاميرون نقطة حساسة في العلاقات بين البلدين.
وفي حديثه للصحفيين، أولى ماكرون اهتماماً لروسيا أكثر من اهتمامه بالكاميرون، حيث أثار تعزيز المصالح الروسية في القارة، ووجود الشركات العسكرية الخاصة الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى، ورفض القادة الأفارقة فرض العقوبات ضد روسيا، أثار قلق الرئيس الفرنسي أكثر من التهديد الإرهابي في الكاميرون.
كما اقترح ماكرون حل محاربة الإرهاب والنزعة الانفصالية في المناطق الناطقة بالإنجليزية في باميندا وبويا (ما يسمى بأمبازونيا) من خلال تغيير الدستور والفيدرالية في الكاميرون، بالتالي لم يعجب هذا سلطات الكاميرون، ما يعني أن السلطات ولا المعارضة في الكاميرون لم تكن راضية تماماً عن زيارة ماكرون.
وعلى الرغم من انتقادات الملاحقة الجنائية لمعارضي بول بيا في 2018 و 2020، رفض الرئيس الفرنسي أمس أي اتصالات، حتى غير رسمية، مع أحزاب المعارضة، تبين أن مهمة الحفاظ على العلاقات مع الإدارة الحالية أكثر أهمية من “دعم الديمقراطية”.
في الوقت نفسه، لم يبرر ماكرون الآمال المالية لبول بيا، وتجنب الحديث عن المساعدة المالية لاستعادة المناطق الغربية من الكاميرون، حيث لا تزال قضية 62 مليون يورو التي وعد بها فرانسوا هولاند للرئيس ياوندي مفتوحة.
“الجزرة” الوحيدة من ماكرون للسلطات الكاميرونية كانت الوعد بالكشف عن بيانات أرشيفية فرنسية عن الفترة الاستعمارية، حيث ستشكل حكومتا فرنسا والكاميرون لجنة ثنائية للمؤرخين، والتي ستنشر وثائق حول “الماضي الأسود” لفرنسا في إفريقيا.
بالتالي، يواصل إيمانويل ماكرون جولته بزيارة بنين، حيث بدأ العام الماضي التوسع الإرهابي من مالي وبوركينا فاسو، ولم يخلو من مشاركة فرنسا، على الأرجح، سيحاول الرئيس الفرنسي بفكرة إجراء عمليات للقوات الفرنسية ضد جماعة نصر الإسلام والمسلمين في شمال البلاد.
خاص وكالة رياليست.