باريس – (رياليست عربي): قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن على فرنسا والجزائر تجاوز تاريخهما المشترك “المؤلم” والتطلع إلى المستقبل في بداية زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى الدولة التي كانت تستعمرها بلاده.
وقال ماكرون بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “لدينا ماض مشترك معقد ومؤلم. وقد منعنا في بعض الأحيان من التطلع إلى المستقبل”.
وعبر تبون وهو واقف إلى جانب ماكرون في القصر الرئاسي عن أمله في أن “تفتح الزيارة آفاقا جديدة في علاقات الشراكة والتعاون بين الجزائر وفرنسا”.
وأصبحت العلاقات مع الجزائر أكثر أهمية بالنسبة لفرنسا بسبب الأزمة الأوكرانية والتي أدت إلى زيادة الطلب في أوروبا على غاز شمال إفريقيا، فضلا عن الهجرة المتزايدة عبر البحر المتوسط.
في غضون ذلك، تسعى الجزائر للاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة لجذب الاستثمارات الأوروبية.
زيارة عقب توتر
تأتي زيارة ماكرون للجزائر بعد أقل من عام على أزمة دبلوماسية استمرت لأشهر بين البلدين، وأثارت توترات ما بعد الاستعمار، تصاعدت حدّتها منذ خريف 2021 لتعود لهدوء ملحوظ في شتاء العام نفسه.
كما تمثّل الزيارة خطوة على طريق طي صفحة سلسلة من التوترات التي بلغت ذروتها باستدعاء السفير الجزائري في أكتوبر 2021 بعد تصريحات الرئيس الفرنسي حول النظام “السياسي العسكري” الجزائري.
وتمهيداً لعودة الدفء للعلاقات الثنائية بين البلدين، قام وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية فرنسا، جان إيف لودريان، بزيارتين إلى الجزائر في ديسمبر 2021 وأبريل 2022، كان الهدف منهما إرساء “علاقة ثقة” يطبعها احترام وسيادة كل طرف و”رفع العوائق وحالات سوء الفهم بين البلدين”.
توجه جديد في العلاقات
من جانبه أكد الرئيس الجزائري أنه جرى الاتفاق على “توجه جديد” في العلاقات يقوم على “مبادئ الاحترام والثقة”.
ولفت إلى أنه سيتم “تكثيف وتيرة تبادل الزيارات”، معربا عن أمله في أن “تفتح آفاقا جديدة في علاقات الشراكة والتعاون”.
وأعلن تبون عن تكثيف عمل عدد من اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين من أجل “تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تحقيق أهداف شعبينا وبلدينا”.
وأوضح أن المحادثات شملت مواضيع الذاكرة والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي، إضافة إلى مناقشة الأوضاع الإقليمية “خصوصا الوضع في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء الغربية”.
خاص وكالة رياليست.