لندن – (رياليست عربي): إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كالينينغراد أثارت خوف دول الاتحاد الأوروبي المتاخمة للمنطقة الروسية، وذلك طبقاً لصحيفة “التلغراف“.
وذكرت الصحيفة أن رحلة العمل لرئيس الدولة الروسية تهدد الدول الأوروبية، خاصة وأن بوتين بدا وكأنه يسخر من دول البلطيق من خلال الطيران بجوار إستونيا والالتفاف حول شواطئ لاتفيا وليتوانيا على متن طائرته الرئاسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الرئيس الروسي جاءت على خلفية المخاوف الأوروبية المتزايدة من أن يصبح الجيب محور صراع مستقبلي بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الروسي.
بالتالي، لا يمكن النظر إلى رحلة فلاديمير بوتين هذه بمعزل عن السياق الدولي، والمنطقة محاطة بدول حلف شمال الأطلسي، وعشية زيارة الرئيس إلى كالينينغراد، أعلن حلف شمال الأطلسي بدء مناورة المدافع الصامد، وهي الأكبر في العقود الأخيرة، والتي يشارك فيها نحو 90 ألف شخص من أكثر من 30 دولة.
وأكد السكرتير الصحفي لرئيس الدولة دميتري بيسكوف: أن رحلة الرئيس ليست رسالة إلى الناتو، بل عمل مخطط له، لكن موسكو تراقب الوضع عن كثب على طول محيط المنطقة، فقد حلقت طائرة الرئيس فوق المياه المحايدة لبحر البلطيق، والتي، بعد انضمام فنلندا وربما السويد إلى الناتو في المستقبل، ستصبح بالكامل تقريباً أراضي الناتو، وأوضح ديمتري بيسكوف أن سلامة الرئيس أثناء الرحلة إلى كالينينغراد تم ضمانها بشكل صحيح.
بالتالي، لن يصبح بحر البلطيق أبداً بحراً حصرياً لحلف شمال الأطلسي، وهذا يعني أن زيارة الرئيس تهدف إلى إثبات ذلك، من بين أمور أخرى، روسيا ليست خائفة من انضمام فنلندا إلى الكتلة، وبعد ذلك، تقترب السويد أيضاً من عتبة الانضمام، لدى روسيا ما يكفي من القوات لمقاومة الناتو في الشمال الغربي، كما أن منطقة كالينينغراد محمية من أي تعدي، وسيتم قمع جميع محاولات الاستفزاز حولها بسرعة وبقوة.
ومع ذلك، قال الرئيس خلال اجتماع حول تنمية المنطقة، إن اقتصاد منطقة كالينينغراد لا يزال يعاني بسبب الإجراءات غير الودية للدول المجاورة، وبالتالي من الضروري دعمه بشكل أكبر.
وجدير بالذكر أنه في وثت سابق، ذكرت وزارة الدفاع الإستونية أن دول البلطيق التابعة لحلف شمال الأطلسي – إستونيا وليتوانيا ولاتفيا – قررت إنشاء منطقة دفاع مشتركة على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا، لكن حتى مع الدعم الهندسي المباشر من الناتو، فإن تنفيذ مثل هذا الخط الدفاعي قد يستغرق عدة سنوات.