طرابلس – (رياليست عربي): أحدث وصول وفد حكومي تركي إلى العاصمة الليبية طرابلس، خلافات عديدة، وتساؤلات حادة من الليبيين، وكذلك بين المسؤولين في العاصمة طرابلس، خصوصاً أن الزيارة تمت دون علم السلطات، ودون إذن مسبق أو تنسيق.
وبحسب مصادر مقربة من السلطات الليبية في طرابلس، فإن الخلافات تصاعدت بين المسؤولين في السلطة الليبية، بالإضافة إلى غضب في الشارع الليبي من هذه الزيارة.
وأوضحت المصادر في حديث لوكالة “رياليست” بأن أوجه الخلاف تمثلت في أن الزيارة تمت بدون إذن وتنسيق مسبق، كما أن السلطات الأمنية لم يتم إعلامها بالشخصيات القادمة على متن إحدى الطائرات ولا موعد وصولها.
وبحسب المصادر فإن الخلافات والنقاشات بين أعضاء المجلس الرئاسي الليبي من جهة، ووزراء حكومة الوحدة الوطنية من جهة أخرى، كانت حادة جداً، ويحمّل الرئاسي الحكومة مسؤولية هذا القصور في التعامل مع مثل هذه الأوضاع.
وأشارت المصادر، إلى أن نتائج هذه الخلافات الحادة بين المجلس الرئاسي الليبي وحكومته، انعكس على الاجتماعات التي تمت مع الوفد التركي، فهي عقدت بشكل منفرد ويغلب عليها التوتر خصوصاً أثناء الاجتماع مع رئيس المجلس محمد المنفي، والذي تم بشكل منفرد، ثم عقد اجتماع آخر مع نائبيه عبدالله اللافي وموسى الكوني بشكل منفصل، وهو نفس الأمر الذي حدث مع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيية ووزراء الحكومة أيضاً.
ووفق مصدر أمني بمطار معيتيقة تحدث لوكالة “ريالسيت” فإن تصرفات الوفد التركي منذ وصولهم لمطار طرابلس، كان يميزها التعالي وعدم الخضوع للبروتكول والإجراءات في مثل هذه الحالات، كما ارتكب أعضاء الوفد إيحاءات مهينة ضد العاملين في المطار، بما في ذلك السلوك المشين الذي تعمده وزير الدفاع خلوصي أكار خلال وصوله إلى مطار معيتيقة، برفضه التعامل مع المسؤولين في المطار، وإصراره على أن تتم إجراءات استقباله من قبل قادة عسكريين أتراك متواجدين في طرابلس.
وبحسب المصدر، فإن الوفد التركي أصر على عملية تحديد مواعيد الاجتماعات مع المسؤولين الليبيين وفق أجندته الخاصة، سواء مع المجلس الرئاسي أو الحكومة الليبية.
وأضاف المصدر بأن المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الدفاع التركي كان أيضاً بعيد عن السلوك الرسمي ، ولم يحترم البروتكول في مثل هذه الحالات، فضلاً عن وصف نفسه وقوات بلاده بأنهم غير أجانب في ليبيا، ما تسبب في إحراج للسلطة الليبية، أمام الرأي العام المحلي والدولي.
واعتبر أن الاستفزازات التي قام بها أكار، من تعمده توجيه شتائم لأحد الأطراف الليبية، ” قيادة الجيش الليبي” من شأنها أن تزيد في توتر الوضع الليبي، وربما هي محاولة منه لعودة القتال مجدداً، خصوصاً بعد تضييق الخناق على تركيا للخروج من ليبيا، مع قرب مؤتمر برلين الثاني.
ويرى مراقبون للشأن الليبي، بأن تعمد الأتراك تقديم معلومات مخابراتية مضللة عن حرب جديدة وشيكة، أو انقلاب داخلي مزعوم في طرابلس، هي محاولة أخيرة منهم، لإيجاد مبرر لتواجد قواتهم وعناصر مرتزقتهم في ليبيا لمدة أخرى.
وكانت تركيا تدخلت مباشرة في ليبيا من خلال دعم حكومة الوفاق بالمرتزقة والعتاد العسكري، في مواجهة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر خلال محاولة الجيش الليبي لاستعادة السيطرة على العاصمة.
وتواصل أنقرة عمليات التجنيد للمرتزقة السوريين لإرسالهم للقتال في ليبيا، على الرغم من التحولات السياسية الأخيرة بانتخاب أركان سلطة تنفيذية جديدة، والدعوات الدولية إلى إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
وبحسب بيانات للأمم المتحدة، لا يزال أكثر من 20 ألف شخص بين مرتزقة وعسكريين أجانب منتشرين في ليبيا، رغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف الليبية، وتوقيعها اتفاقاً لوقف إطلاق النار منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي (2020)، والذي ينص أحد أهمّ بنوده على ضرورة إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد.
وينتظر الليبيون ردة فعل السلطات الليبية، تجاه التجاوزات الدبلوماسية والأعراف الدولية التي قام بها الوفد الوزاري التركي، وتصريحاته الاستفزازية من داخل طرابلس، ضد أطراف ليبية أخرى، والتصرف بطريقة توحي بأن السلطات الليبية مجرد موظفين لدى تركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن وفد تركي وصل الجمعة إلى مطار معيتيقة برئاسة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، يضم وزير الدفاع أكار والداخلية سليمان صويلو، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان يشار غولر، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية فخرالدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن.