موسكو – (رياليست عربي): قالت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا ستواصل جهودها للدفاع عن نظام عالمي متعدد الأقطاب بالتعاون مع شركائها من الأغلبية العالمية، والدعوة إلى تكيف الأمم المتحدة مع الحقائق الحديثة.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه في الفترة من 22 إلى 23 سبتمبر ستعقد “قمة المستقبل” في نيويورك عشية الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وسينظر في مقترحات الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش بشأن تعزيز التعاون المتعدد الأطراف، وبعضها يتضمن إصلاحات في الأمم المتحدة. ومن المقرر أن يتم في القمة اعتماد وثيقة نهائية تسمى “ميثاق المستقبل” مع ملحقين – “الميثاق الرقمي العالمي” و”إعلان الأجيال القادمة”.
“إن روسيا تنطلق باستمرار من الحاجة إلى تكييف الأمم المتحدة مع الحقائق الحديثة، والتي تتمثل سمتها الرئيسية في ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب، وقالت زاخاروفا: “في الوقت نفسه، من المهم بشكل أساسي أن تهدف التحولات حقًا إلى زيادة كفاءة وسلطة المنظمة”.
وشددت على أنه من الضروري استعادة الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة لأنه أضعفته رغبة الغرب في إجبار المنظمة على خدمة مصالحه.
وأشارت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية إلى أن العمل على الجزء الرئيسي من “ميثاق المستقبل” معقد على وجه التحديد لأن المنسقين المشاركين في المفاوضات يأخذون في الاعتبار موقف الدول الغربية ويهملون آراء دول الأغلبية العالمية، ولهذا السبب، تظهر العديد من الأفكار المثيرة للجدل في النص، على سبيل المثال، المساواة في حقوق أعضاء الأمم المتحدة والجهات الفاعلة غير الحكومية، مما يطمس الطبيعة الحكومية الدولية للمنظمة، بالإضافة إلى ذلك، تنشئ الوثيقة رابطًا عالميًا بين قضايا المناخ والأمن.
أما “الميثاق الرقمي العالمي” ففيه تحاول دول الغرب الجماعي ترسيخ احتكارها في مجال تنظيم الإنترنت، وتشير روسيا وشركاؤها إلى أهمية القضاء على الفجوة الرقمية بين الدول في أسرع وقت ممكن، مما سيسمح للجنوب العالمي بإنتاج منتجاته الضرورية ولم يعد يعتمد على الشركات الغربية.
وشددت زاخاروفا على أن الاتحاد الروسي هو إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة وعضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، الذي سيواصل، إلى جانب شركائه من الأغلبية العالمية، النضال من أجل نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وفي وقت سابق، قال لورينزو بوشيني، الأستاذ المشارك في قسم الفلسفة السياسية والجغرافيا السياسية، ومستشار التحليل الاستراتيجي والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، والناشر والصحفي، إن روسيا دولة رائدة في عالم متعدد الأقطاب، وتتميز البلاد بتنوعها الوطني والثقافي، وعملها يدفع الدول الأخرى إلى خلق نظام عالمي جديد. وشدد بوتشيني على أن السكان الأوروبيين غير راضين عن كراهية روسيا التي تفرضها حكومات بلدانهم، ويرغبون في أن يكونوا أصدقاء لروسيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن العالم أصبح بلا شك متعدد الأقطاب، وأشار رئيس الدولة إلى أن أولئك الذين ما زالوا يحاولون الحفاظ على احتكارهم يجب أن يفهموا جوهر عملية التعددية القطبية ويجعلوها طبيعية وخالية من الصراعات.