موسكو – (رياليست عربي): أعلن الاتحاد الروسي، عزمها دعوة حركة طالبان إلى محادثات دولية حول أفغانستان في موسكو في العشرين من الشهر الجاري، طبقاً لوكالة “فرانس برس“.
المبادرة الروسية تم الكشف عنها من قبل الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتن بشأن أفغانستان، زامير كابولوف، والذي لم يقدم مزيداً من التفاصيل حول المحادثات المزمع عقدها في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وفي بعض التفاصيل التي أفصح عنها كابولوف خلال رده على على سؤال طرحه صحفيون عليه، عما إذا سيكون ممثلون عن حركة طالبان التي سيطرت على الحكم في أفغانستان منتصف أغسطس/ آب الماضي، مدعوين إلى مفاوضات تشمل الصين وإيران وباكستان والهند، فكان جوابه بـ”نعم”.
وتعليقاً على دعوة ممثلي حركة طالبان إلى المؤتمر المرتقب في 20 الشهر الجاري، قال رئيس مركز خبراء رياليست، الدكتور عمرو الديب في تصريحات لإذاعة “مونت كارلو” الدولية: إن مسألة دعوة الخارجية الروسية لممثلي حركة طالبان، للمؤتمر المزمع عقده 20 الشهر الجاري، الذي يسمى بـ “صيغة موسكو”، هو أمر طبيعي، لأن صيغة موسكو كما نعلم، تم تأسيسها عام 2017، على أساس آلية تشاور سداسية، بين روسيا وأفغانستان والصين وإيران وباكستان والهند، وأفغانستان كما نرى في آلية التشاور السداسية هذه، هي عضو في هذه الصيغة.
وأضاف الديب، وبما أن طالبان هي من تحكم أفغانستان حالياً، فمن الطبيعي أن تتم دعوتها، ومن الطبيعي أن يتم التحاور معها، خصوصاً وأن روسيا ترفع لواء الاعتراف الدولي بهذه الحركة، لأنها ترى بأن طالبان هي الوحيدة القادرة على ضبط الحدود الجغرافية للدولة الأفغانية، وهذا أمر مهم، ويجب أن يتم تقديم دعم مادي ولوجستي وعسكري لهذه الحركة من أجل زيادة مقدرتها على ضبط حدودها، ومنع مسائل تهريب السلاح والإرهابيين وتهريب المخدرات.
وتابع الدكتور الديب أن هذا الأمر ترفع لواؤه أيضاً، كل من الصين إلى جانب روسيا، ولذلك فإن دعوة طالبان إلى هذا المؤتمر أمر طبيعي وعادي وأمر منتظر، خصوصاً وأن هناك في نهاية هذا الشهر أيضاً، اجتماع مرتقب للترويكا الموسعة حول أفغانستان وهي الولايات المتحدة الأمريكية والصين وباكستان، أي أن هذين الاجتماعين، يمكن لهما أن يحددا الكثير من الأمور في المستقبل القريب الخاص بأفغانستان.
الجدير بالذكر أن موسكو كانت قد استضافت مؤتمراً دولياً بشأن أفغانستان في مارس/ آذار الماضي أصدرت خلاله روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وباكستان بياناً مشتركاً يدعو الأطراف الأفغانية المتحاربة آنذاك إلى التوصل إلى اتفاق سلام وكبح العنف، كما دعت حركة طالبان إلى عدم شن أي هجمات خلال الربيع والصيف.
وبعدها سحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها قواتهم من أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب، واستولت طالبان على السلطة في تقدم خاطف وانهارت الحكومة السابقة.
التحرك الروسي يأتي من الشعور بالقلق من احتمال حدوث تداعيات في المنطقة وإمكانية تسلل متشددين إلى الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى والتي تعتبرها موسكو خط دفاعها الجنوبي، فحدثت تدريبات عسكرية في أعقاب وصول طالبان للسلطة في طاجيكستان وعززت العتاد في قاعدتها العسكرية هناك.
وقالت الرئاسة في طاجيكستان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى الخميس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس إمام علي رحمان بحث فيه الزعيمان الوضع الأمني المتعلق بالتطورات الأخيرة في أفغانستان.