موسكو – (رياليست عربي): بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعه مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، في سانت بطرسبرغ، بحث فيها مع نظيره الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الثنائية وأبرز الملفات الدولية.
علاقات مهمة
وخلال الاجتماع بين الجانبين، قال الرئيس الروسي، إن العلاقات بين روسيا والإمارات عامل مهم للاستقرار في المنطقة، كما وعد بوتين باطلاع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بالتفصيل عن الوضع حول محطة الطاقة النووية في زابوروجي، الرئيس الروسي أوضح لنظيره الإماراتي أيضاً، أن الاتحاد الروسي والإمارات العربية المتحدة يعملون بنشاط في إطار أوبك +، وقرارات دول الاتحاد ليست موجهة ضد أي شخص، خاصة وأن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
الملف الإقليمي كان حاضراً بدوره خلال لقاء الجانبين، حيث شدد بوتين على أهمية مناقشة القضايا المتعلقة بالوضع في سوريا مع نظيره الإماراتي، وقال بوتين أيضاً: “على مدى 50 عاماً من علاقاتنا الدبلوماسية، تطورت الاتصالات بشكل تدريجي، وتصاعدت، على الرغم من تعقيد العلاقات اليوم في العالم، فإن العلاقات بين روسيا والإمارات هي عامل مهم في الاستقرار في المنطقة، ويمكن القول، في العالم ككل.
وتعد مباحثات اليوم بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبوتين هي الثالثة خلال العام الجاري، بعد مباحثات هاتفية جرت بينهما في مايو ومارس الماضيين، قالت وزارة الخارجية الإماراتية، إن زيارة رئيس الدولة إلى روسيا تهدف إلى “تحقيق حلول سياسية فعالة” للأزمة في أوكرانيا، كما بحث رئيس الإمارات علاقات الصداقة بين دولة الإمارات وروسيا وعدداً القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
مد الجسور
تمثل هذه الزيارة إلى روسيا، استمراراً لنهج دولة الإمارات في الوضوح وبناء الجسور وتعظيم القواسم المشتركة في علاقاتها مع الدول الصديقة، ودعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حلول سلمية للأزمات، في هذا السياق، قال رئيس تحرير وكالة “رياليست”، الدكتور عمرو الديب، لصحيفة “الاتحاد“، يمكن وصف زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأنها «تاريخية»، خاصة وأنها تأتي في وقت يواجه فيه العالم أزمات كبيرة، وأضاف، أن العلاقات الروسية الإماراتية قوية، وهناك تعاون دائم بين البلدين في شتى المجالات السياسية والدبلوماسية.
الدكتور الديب تابع قائلاً، إن دولة الإمارات تتمتع بنزاهة كبيرة في علاقاتها مع الدول، وفي احترامها لسيادة الدول الأخرى، مشيراً في تصريحاته إلى أن السياسة الخارجية للإمارات تسعى دائماً إلى إيجاد أرضية مشتركة لحل التحديات والنزاعات الإقليمية والدولية، وأن الزيارة تمثل استكمالاً لدور الإمارات العالمي.
كما أشار رئيس تحرير وكالة “رياليست” إلى أن هذه الزيارة المخطط لها مسبقاً تأتي ضمن علاقات الصداقة الوطيدة التي تربط دولة الإمارات وروسيا، ولاستعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
اقتصاد مشترك
بعد أن قررت الإمارات وروسيا وممثلون آخرون في أوبك + خفض إنتاج النفط اليومي، الأمر الذي أثار انتقادات من الولايات المتحدة، جاءت الزيارة لتوضح حقيقة هذا الموضوع، حيث ناقش رئيسا الدولتين، التعاون بين الدول والعمل المشترك على استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وتشير زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى روسيا إلى أن الدولة العربية تعتزم تطوير التعاون مع موسكو، والإحصاءات تؤكد ذلك، فقد زاد حجم التبادل التجاري بين الدول في عام 2021 بنسبة 116٪ وتجاوز 1.1 مليار دولار.
يتوقع أن تنقل الزيارة المرتقبة والمباحثات التي ستتخللها العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، حيث ترتبط البلدان بعلاقات متميزة، حيث تحرص قيادتا البلدين على فتح الباب واسعا أمام الاستثمارات المشتركة، حيث تعتبر دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80% من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، وتُقدر قيمة الاستثمارات الأجنبية المتبادلة بين دولة الإمارات وروسيا بنحو 1.8 مليار دولار.
وقال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، خلال اجتماعه مع بوتين، إن حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات بلغ 5 مليارات دولار، وأضاف، “لقد قمنا بزيادة حجم مبيعاتنا التجارية من 2.5 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار”، معرباً عن ن أمله في أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير في السنوات المقبلة.
كما أن القطاع السياحي أحد أبرز القطاعات التي تعزز دعائم العلاقات الثنائية المتميزة بين الدولتين، حيث وصل عدد السياح الروس الذين استقبلتهم الإمارات عام 2018 إلى نحو 900 ألف زائر، فيما يصل فيه عدد المواطنين الروس المقيمين في الدولة إلى نحو 40 ألفاً.
من هنا، إن توقيت الزيارة حساس جداً بالنظر إلى الموقف الأمريكي المتصلب من الدول التي تقف في صف روسيا، بالتالي، بدأت دول الخليج إجمالاً تدرك أنه يجب توجيه البوصلة نحو الاتحاد الروسي، خاصة مع مواقف واشنطن التي لا حليف لها، وما يؤكد ذلك، الانهيار المتسارع لدول الاتحاد الأوروبي، في وقت تبحث فيه الولايات المتحدة عن مصالحها على حساب إيجاد حلول لأزمات حلفائها، فزيارة رئيس دولة الإمارات هي في صلب بناء تحالف متين يصمد عبر الزمن من أي مخططات مستقبلية البادئ بها معروف.
خاص وكالة رياليست.