كيتو – (رياليست عربي). نجا رئيس الإكوادور دانييل نوبوا، الثلاثاء، من محاولة اغتيال بعد أن هاجم محتجون موكبه بالحجارة وبما يُعتقد أنه إطلاق نار، في خضم احتجاجات واسعة ضد قرار حكومته إلغاء دعم وقود الديزل.
وقالت وزيرة البيئة والطاقة إينيس مانسانو إن سيارة الرئيس تعرضت لآثار طلقات نارية خلال الهجوم الذي وقع في مقاطعة كانيار جنوب البلاد، حيث واجه الموكب نحو 500 متظاهر. وأضافت: «إطلاق النار على سيارة الرئيس، ورمي الحجارة، وتخريب الممتلكات العامة — هذه أعمال إجرامية بحتة»، مؤكدة اعتقال خمسة مشتبهين وتوجيه تهم الإرهاب ومحاولة الاغتيال إليهم.
وبدأت الاضطرابات قبل أكثر من أسبوعين بعد أن ألغت حكومة نوبوا الدعم المستمر منذ عقود للديزل، ما أدى إلى ارتفاع سعر الغالون من 1.80 إلى 2.80 دولار ضمن خطة للتقشف المالي. وقد أشعل القرار إضرابات وطنية نظمتها اتحاد الشعوب الأصلية (CONAIE)، الذي أقام حواجز طرق واشتبك مع قوات الأمن في عدة مقاطعات.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن نوبوا حالة الطوارئ في عشر مقاطعات، بينها العاصمة كيتو، مفوضاً الجيش بإعادة النظام العام. وقال الرئيس خلال زيارة إلى مدينة كوينكا بعد ساعات من الهجوم: «لن تُقبل مثل هذه الاعتداءات في الإكوادور».
من جهتها، اتهمت منظمة CONAIE قوات الأمن باستخدام «عنف مفرط من الشرطة والجيش»، مشيرة إلى أن خمسة متظاهرين على الأقل تم اعتقالهم تعسفياً.
ويعد هذا الهجوم الثاني على موكب الرئيس خلال أقل من أسبوعين. ففي 28 سبتمبر، تعرض الموكب لهجوم بقنابل المولوتوف في مقاطعة إيمبابورا شمال البلاد، ما أدى إلى مقتل مدني واحد واحتجاز 17 جندياً لفترة وجيزة. وأدان السفير الإيطالي في كيتو، جيوفاني دافولي، الذي كان ضمن وفد أممي وأوروبي يرافق الموكب آنذاك، الحادث ووصفه بأنه «عمل إرهابي ضد رئيس الدولة».
وأُعيد انتخاب نوبوا في أبريل على برنامج أمني متشدد لمكافحة الجريمة، واتهم المحتجين بأنهم «يعارضون تقدم الإكوادور ويختارون طريق العنف». وكانت البلاد تُعد سابقاً من أكثر دول أميركا الجنوبية أمناً، لكن معدل جرائم القتل ارتفع خمسة أضعاف منذ عام 2020 بسبب تفاقم تهريب المخدرات والعنف العصابي.
وتتصاعد الرهانات السياسية مع اقتراب الاستفتاء المقرر في 16 نوفمبر، الذي سيقرر فيه المواطنون ما إذا كانوا سيوافقون على إقامة قواعد عسكرية أميركية في الإكوادور — وهي مبادرة يعتبرها نوبوا «أساسية لتعزيز الحرب ضد الجريمة المنظمة».






