القاهرة – (رياليست عربي): عقدت قوى الحرية والتغيير السودانية اجتماعاً مفصلياً في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 24-25 يوليو/ تموز، وهو أول اجتماع تعقده قيادات الحرية والتغيير ومؤسساتها حضورياً منذ بداية الاشتباكات فى السودان منتصف إبريل/نيسان الماضي.
بدأ الاجتماع أعماله بالترحم على من فقدوا أرواحهم في الحرب من المدنيين والعسكريين، وتمني الشفاء للمصابين والتضامن مع كل الذين شردوا من ديارهم وفقدوا ممتلكاتهم، وأن هذه التضحيات ستثمر بذورها المروية بدماء الشهداء ودماء الجرحى والمعتقلين والنازحين واللاجئين المشردين من ديارهم بناء وتأسيس وإعادة بناء الدولة السودانية الجديدة.
تناول الاجتماع بنقاش مستفيض الأجندة التالية:
أولاً: القضية الإنسانية وحماية المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان.
(1) أدان الاجتماع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي نتجت عن هذه الجرائم القتل والسلب والنهب واحتلال البيوت التي قامت بها قوات الدعم السريع، وجرائم القصف الجوي والاعتقالات التعسفية للناشطين وحماية أنشطة وفعاليات وفلول النظام البائد من قبل القوات المسلحة.
نحن إذ نؤكد في هذا السياق أننا نتعامل مع قضية الانتهاكات بوصفها قضية حقوقية وأخلاقية نطالب بوقف جميع أنواع الانتهاكات فوراً وإجراء تحقيق مستقل حولها يحدد المنتهكين ويحاسبهم مع اعتماد آليات فاعلة لإنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة وجبر الضرر وتعويض المتضررين.
ندعو المجتمع الإقليمي والدولي لوضع قضية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين في مقدمة أجندته.
(2) تقدم الاجتماع بالشكر الجزيل لكل الدول الجارة والصديقة التي فتحت حدودها والتي سارعت بإرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين منذ أيام الحرب الأولى ولكن معظمها للأسف الشديد لم يجد طريقه للمستحقين وضلت طريقها، وطالبوا بعدم تعطيل أعمال الإغاثة والسماح بدخول العاملين فيها للسودان.
(3) الإشادة بالشعب السوداني المعلم الذي اجترح البطولات بعمل غير مسبوق باستقبال ملايين النازحين في المدن والقرى وفتح لهم القلب قبل البيت، و بالإسهام الكبير أيضاً الذي لعبته غرف الطوارئ المشكلة بالأحياء من شباب وشابات لجان المقاومة والمبادرات الإنسانية بالولايات وضرورة تشبيك العلاقات المشتركة في ما بينهم بغرض تطوير عملهم واشرافهم على توزيع المساعدات وإيصالها لمستحقيها.
ثانياً: الرؤية الإستراتيجية
(1)أكد الاجتماع إن الحرب التي اندلعت، هي نتاج عقود من تراكمات سلبية، صاحبة أنظمة الحكم الوطني منذ فجر الاستقلال وغياب المشروع الوطني الذي يحظى بإجماع كافي وعدم قدرة النظام السياسي علي التجديد والتحديث والتقدم.
وفقاً لما تقدم فقد أجاز الاجتماع الرؤية السياسية لإنهاء الحروب وتأسيس الدولة السودانية الجديدة عبر مشروع نهضوي جديد يحقق السلام المستدام ويقيم نظاماً مدنياً ديمقراطياً يحترم التنوع السوداني ويحسن ادارته ويبني جيشاً مهنياً قومياً واحداً ينأى عن السياسة ويخضع للسلطة المدنية. وفي هذا فإننا لن نبدأ من فراغ بل سنستصحب كل إيجابيات تجربتنا الوطنية والبناء عليها في إطار مشروع التأسيس والنهضة.
(2) وجه الاجتماع بنشر الرؤية الاستراتيجية كاملة لجماهير الشعب السوداني وفتح نقاش وطني حولها وصولاً لإنهاء الحرب وبناء مستقبل جديد لبلادنا تحت رايات الوحدة والسلام والعدالة والمواطنة المتساوية والديمقراطية والعيش الكريم.
(3) طالب الاجتماع بضرورة تصنيف المؤتمر الوطني -الحزب الحاكم فى عهد البشير و الذراع السياسية لجماعة الإخوان- وواجهاته كتنظيم إرهابي جراء جرائمه التي ارتكبها منذ تقسيم البلاد والإبادة الجماعية انتهاءً بإشعال حرب 15 أبريل/نيسان والسعي لاستمرارها وتغذية خطابات الكراهية والعنصرية وتقسيم البلاد.
ثالثاً: وحدة القوي المدنية وقوى الثورة والتغيير ودورها في العملية السياسية.
(1) شدد الاجتماع على ضرورة إطلاق عملية سياسية تؤدي لوقف الحرب فوراً والاستجابة الفاعلة لحل الكارثة الإنسانية التي نتجت عن الحرب، وحماية المدنيين وفق القانون الإنساني الدولي والكشف والمحاسبة وجبر الضرر عن جميع الانتهاكات الفادحة التي ارتكبتها الأطراف المتقاتلة، وأن تتم بمشاركة واسعة للقوى المدنية السودانية الداعمة لوقف الحرب والانتقال المدني الديمقراطي بصورة شاملة، هذه المشاركة يجب ألا تشمل المؤتمر الوطني وواجهاته الذين ظلوا يعملون من أجل إعاقة التحول الديمقراطي وأشعلوا الحرب
(2) بحث الاجتماع قضية وحدة القوى المدنية الديمقراطية المناهضة للحرب كقضية ذات أولوية، وثمن الجهد الذي بذل في بناء الجبهة المدنية المناهضة للحرب واسترداد الديمقراطية، والمجهودات والمبادرات الأخرى التي طرحتها قوى وشخصيات مدنية ديمقراطية، وأكد على أهمية تنسيق الجهود وتوحيدها والاتفاق على رؤية سياسية وصيغ عمل وتنسيق مشترك، والتوافق على تصميم العملية السياسية وأطرافها وقضاياها وطرق ادارتها، بما يسرع من جهود وقف الحرب وتأسيس وبناء الدولة السودانية الجديدة.
(3) ثمن الاجتماع الدور الدولي والإقليمي الذي يعمل على تيسير العملية السياسية وفقاً لإرادة الأطراف السودانية، وأكد على ضرورة أن تتكامل المبادرة السعودية الأميركية مع خارطة طريق الاتحاد الأفريقي والايقاد ومقررات مؤتمر دول الجوار ومجهودات المجتمع الإقليمي والدولي الرامية لوقف الحرب لتصبح عملية واحدة بتنسيق بين الميسرين والأطراف السودانية.
رابعاً: التعافي من تداعيات الحرب الاقتصادية وإعادة الإعمار
(1) فاقمت الحرب المأساة الإنسانية، بالقتل وانتهاك الحقوق وتوقف الدخول والهجرة القسرية وتفاقمت الأزمة الاقتصادية بتعطيل الزراعة وتدمير المصانع وتعطيل الحركة التجارية والخدمات المصرفية وتدمير البنية التحتية.
إن إستمرار الحرب يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي وانهيار الاقتصاد الوطني، مما يؤثر على تماسك الدولة السودانية ووحدة التراب الوطني كما تمتد الآثار السلبية لمحيط السودان الإقليمي والدولي.
(2) مع العمل على إيقاف الحرب نعمل على مساعدة وإغاثة السودانيين في كل أنحاء البلاد لا سيما دارفور والخرطوم وكردفان ومعسكرات اللجوء، ونعمل على عودة الحياة إلي طبيعتها في أنحاء البلاد، وتعويض الأسر ما فقدت مساكنها ومراكبها ومدخراته. نشكر المساعي الدولية التي بذلت لمساعدة السودانيين حتى الآن وحثهم على المزيد.
(3) نستعد لما بعد الحرب ببرنامج إسعافي يستعيد المؤسسات المالية والاقتصادية ويعيد الإعمار ويستعيد عافية الاقتصاد ويهتم بالمنتجين بالتركيز على صغارهم، ويحقق التوازن التنموي وتقديم الخدمات لكل المواطنين. يعمل كذلك على تحقيق العدالة الجهوية والنوعية، وعلى حشد الموارد الوطنية والتعاون الدولي لتفجير طاقات بلادنا الإنتاجية ليصبح السودان مصدراً للسلام والأمن الغذائي.
ختاماً نؤكد أننا عازمون بتصميم وجد اكيد على العض بالنواجذ على إنهاء الحرب والحفاظ على وحدة الشعب والأرض وسيادة الدولة وبناء دولة المواطنة بلا تمييز وإقامة نظام ديموقراطي للعدالة الاجتماعية والانتقالية واستدامة السلام والتنمية وذلك عبر وحدة لا انفصام.
وفى تعليقه على اجتماع قوي الحرية التغيير فى مصر، قال الكاتب والخبير في الشأن السوداني، أحمد مكي، بعد أن أداروا ظهرهم لقاهرة المعز زمنا وخفوا للعواصم الاخرى، وبعد أن اجتهدوا في إعادة إنتاج حمدوك في بواكير الانقلاب، ثم حكومة المنفى في نيروبي، وأديس بعد فشله، وظلوا يتنكرون للقاهرة ضمنيا، لأنهم يتحالفون مع دول لم تمد يدها للسودان في مأساته إلا بتصدير الذخيرة والمسيرات لقتل جنود السودان والمرضى في مستشفى علياء، وبعد أن فشل المخطط، ثم نفخت فيه روح شريرة جديدة، ثم مات، ثم نفخت فيه روحا أكثر شرا، ثم مات وشبع موتا.
القاهرة ليست غريبة عليهم، آوتهم أكثر من مرة ومنحتهم الفرصة تلو الأخرى ليشاركوا في الورش والمؤتمرات قبل اندلاع الكارثة ولكن كان البال مشغولا والجيب محشوا والذمة لمن يدفع أكثر.