واشنطن – (رياليست عربي): في الوقت الذي يدعي فيه سفير الولايات المتحدة الأميركية لدي السودان، جون غودفري، تدخل روسيا في الشأن الداخلي للبلاد، وإطلاقه تصريحات عدائية ضد موسكو، أفادت سفارة واشنطن بالخرطوم عن زيارته لشرق البلاد الذي يعج بالخلافات.
وحسب بيان السفارة الأميركية، أن غودفري التقى في شرق السودان بناظر البني عامر دقلل، كما عقد لقاء بناظر الهدندوة محمد الأمين ترك.
وأفاد بيان أصدره مجلس البجا بأن اللقاء مع سفير واشنطن، تطرق إلى قضية شرق السودان، وقال إن ترك والسفير جون غودفري، بحثا معاً مجمل الأوضاع بالبلاد على ضوء الأحداث المتسارعة التي تشهدها عقب ثورة ديسمبر التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس السابق، عمر حسن البشير.
وحسب الكاتب والخبير السوداني، محمد جمال قندول، إنه في ظل انسداد الأفق السياسي وحالة العبث التي ضربت مرافق الدولة نتيجة الفراغ الدستوري، كان واضحا التحركات المشبوهة لبعض السفراء بشكل أثار جدلاً واسعاً حول دوافع تحركاتهم التي اندرجت جميعها في الإطار السياسي بمقابلة النخب السياسية ورموز الإدارات الأهلية والمجتمعية بشكل علني في ظل حالة صمت رسمي.
المثير في الجولة التي تأتي خارج الإطار الرسمي للدولة، أن جون غودفري حصل على تقريراً عن أسباب الاقتتال القبلي الذي حدث بكسلا خلال السنوات الثلاث الماضية، وركز على ضرورة تشكيل حكومة مدنية ما يدلل على تدخل واشنطن في التأجيج السياسي بين المدنيين وجنرالات القوات المسلحة السودانية، وبرر طلبه بأن السودان سوف يحصل على الكثير من المساعدات التي حجبت جراء عدم وجود حكومة مدنية.
وفي ذات السياق رفضت قيادات الإدارات الأهلية بشرق السودان في بيان من نظار وشيوخ وعمد، طرح سفير الولايات المتحدة وتسويقه مشروع التسوية والحكم العلماني المدني في السودان، وجاء ذلك خلال زيارته ولقائه أهل الشرق الذين أوضحوا رؤيتهم نحو توصيف المشروع المطروح لحكم البلاد، معتبرين أنه أورد البلاد الهلاك زهاء ثلاث سنوات ماضية، وخلف حالة من الصراع والإقصاء وهدم قيماً مجتمعية لامست الأخلاق والدين، كما أكدوا أنهم ضد التدخل الأجنبي في شؤون البلاد.
وقالت مصادر سودانية رسمية، أن تصرفات جون غودفري الذي يتقارب مع ضباط الاستخبارات المكلفين بمراقبة الدولة من جهاز الـ CIA تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية ويستبيح السيادة الوطنية بتحركاته في ولايات شرق السودان كسلا والقضارف والجزيرة، ووصفت تدخلات سفير واشنطن بـ «التبجح» في الشؤون الداخلية بأنها خرق للأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة المعتمدة.
وهناك حالة من الاستياء الشعبي العام جراء تداول المنصات صور عدد من السفراء وهم يطوفون في الولايات، بجانب اللقاءات التي تجمع الدبلوماسيين مع قيادات الادارات الاهلية والطرق الصوفية.
ورغم تحرك عدد من السفراء في إطار العملية السياسية بالدولة السودانية، إلا أن سفير واشنطن يثير جدلاً كبيراً، حيث أنه فور تقلده مهامه التقى أسر الشهداء وانخرط في عدد من اللقاءات السياسية، كما أنه زار ولاية شمال دارفور، وأطلق تصريحات مثيرة للجدل حينما حذر الحكومة السودانية من مغبة إنشاء قاعدة روسية، تلك التصريحات التي استفزت موسكو التي ردت ببيان حاسم، ونتيجة لتلك التصريحات استدعت وزارة الخارجية السودانية السفير الأميركي.
وخلف استدعاؤه تساؤلات حول مدى نجاح الدبلوماسي الأمريكي في مهمته بالعاصمة السودانية، في ظل أنباء وتسريبات بأنه غير راغب في الاستمرار، وأن هناك اتجاهاً من الولايات المتحدة لنقله وتكليفه غيره بالمنصب.