موسكو – (رياليست عربي): إن النتائج الأولية لقمة فيلنيوس للناتو خيبت آمال أوكرانيا، التي أثار رئيسها غضب الوفد الأمريكي بتغريدة وصف فيها القرار المتعلق بانضمام أوكرانيا إلى الحلف بأنه “سخيف”.
قررت دول الناتو، تحت ضغط من الولايات المتحدة وألمانيا، عدم إعطاء أوكرانيا أي خطة محددة للحصول على عضوية الناتو وعدم تحديد إطار زمني لاتخاذ مثل هذا القرار، وبدلاً من ذلك، حررت دول الناتو أوكرانيا من الإجراءات المعقدة للحصول على العضوية، وألغت شرط التصويت بالإجماع لصالح الموافقة على حقيقة القبول في أوكرانيا، ووعدتها بزيادة حجم المساعدة العسكرية.
بالنسبة لأوكرانيا، كل هذا يبدو وكأنه مطلب لمواصلة الحرب حتى نهاية منتصرة، لا يعتمد إما على حل دبلوماسي للصراع بناء على طلب واشنطن، أو على مساعدتها الحاسمة في اشتباك عسكري قادم، أو قدرتها على مقاطعة الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أن القيادة الأوكرانية الآن في حالة من الهستيريا القوية، والتي قد يقطعها اجتماع اليوم بين زيلينسكي وبايدن، ولكن، على الأرجح، ستستمر هذه الهستيريا لبعض الوقت، حيث أصبحت مسألة وجود أوكرانيا كأمة ودولة، موضع تساؤل الآن، إذ لا يمكن لأوكرانيا الآن الفوز أو التراجع أو التهرب من المعركة، فقد منع رئيسها نفسه من المفاوضات المباشرة مع بوتين، ودعا الغرب بأسره إلى الاتحاد معه من حيث العودة إلى حدود عام 1991، وأخيراً طالب دول الناتو بقدر هائل من المساعدة العسكرية والمالية.
بالتالي، كان أمام كييف الخيار الوحيد الجدير بإنهاء “حرب استنزاف” مواردها البشرية – وعد بأخذ أوكرانيا إلى الناتو وإشارة دقيقة إلى الوقت الذي يمكن أن يحدث فيه هذا الحدث، إذا لم يكن هناك مثل هذا التوقيت، فيجب أن تشن الحرب من قبل أوكرانيا حتى نهاية منتصرة، أو بالأحرى، مأساوية لها.
لذا، فمن الواضح أن أمريكا لا تجد أي خيار آخر أفضل لنفسها من الاقتراح لأوكرانيا للقتال حتى “آخر أوكراني”، وبديل هذا الحل، بشكل عام، يقبل الناتو انضمام أوكرانيا إلى صفوفه، ولكن في مقابل ذلك، ترفض كييف العودة بالوسائل العسكرية لتلك الأراضي التي تم التنازل عنها فعلياً لروسيا، أي شبه جزيرة القرم ودونباس، أو السماح بمزيد من المساومة على شكل “السيناريو الكوري”، فيما يتعلق بروسيا، عندما يتم تقسيم أوكرانيا على طول خط الاتصال الفعلي بين القوات المسلحة لكل جانب.
بالنسبة لروسيا، أظهر إنقلاب فاغنر العسكري، كل هشاشة ميزان القوى داخل البلاد، والموقف المراوغ لشركاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي يظهر أن القليل من الجيران يريدون المخاطرة بالعلاقات مع الغرب من أجل الصداقة مع دولة متحاربة.
بالنتيجة، لا ينبغي اعتبار طول معاناة الشعب بلا حدود، لقد قيل في الغرب منذ فترة طويلة إن روسيا تراهن على حرب استنزاف، والتي سميت إما “بالحرب الطويلة” أو حتى ” الحرب الأبدية” لبوتين، لمدة عام كامل، كان “الغرب الجماعي” يعتز بخطط لمواجهة هذا السيناريو بمساعدة ما يسمى بالهجوم المضاد الناجح للقوات المسلحة الأوكرانية، والذي كان من المفترض أن يغير ميزان القوى بشكل حاسم، لكن لم يحدث أي من هذا، والآن الولايات المتحدة وحلفاؤها مستعدون لقبول احتمال “الحرب الأبدية” لعدم وجود بدائل أفضل.