طرابلس – (رياليست عربي): مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في ليبيا والمقرر لها 24 ديسمبر/ كانون الأول القادم، تحاول تيارات شتى أن تُقدم لشخصيات تمثلها، وتحاول هذه التيارات إظهار شخصياتها بأنها الأفضل لقيادة ليبيا مستقبلاً.
وعادت عدة شخصيات في هذه الآونة لواجهة الأحداث، ورغم ما يحيط بتاريخها وبحاضرها من إشكاليات قد تعيق وصولها للسلطة، إلا أن مؤيديها أو المستفيدين من وجودها يطلقون حملات شبه انتخابية من الآن.
ومن هذه الشخصيات التي يحاول (مؤيدوها) تكثيف الحملات الدعائية منذ الآن لها هي شخصية ابن الزعيم الليبي السابق “سيف الإسلام القذافي” ويحاول مؤيدوه إظهاره عبر حملات علاقات عامة، بأن له شعبية واسعة في ليبيا ما بعد الثورة التي أطاحت بوالده.
ويحاول أنصار القذافي أن يوهموا الرأي العام بأن القذافي الابن، سيف سيقوم بتغيير المشهد السياسي للبلاد بشكل كبير، ويحاولون ترويج معلومات مفادها بأن أنصار النظام السابق أغلبية، وسيلتفون حول سيف إذا تقدم للانتخابات.
غير أنه في تاريخ سيف الإسلام القذافي عدة محطات ستكون عائقاً أمامه لخوض الانتخابات، أولها مشكلة المحكمة الدولية الجنائية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، يُضاف إليها علاقة سيف السيئة بأخوته ومسؤولي نظام القذافي.
فالكل في ليبيا يعلم بأن سيف القذافي خاض حرباً غير معلنة ضد أخيه المعتصم حين أطلق مشروع ليبيا الغد، والذي كان ينتظر أن يكون مشروعا يقدم سيف كخليفة لوالده، وأيضاً كشخصية حداثية مقربة من الغرب خصوصاً بريطانيا، التي درس فيها وحصل على شهادة الدكتوراه من إحدى جامعاتها.
ورغم محاولة وسائل الإعلام الغربية حينها، والتي أظهرت سيف على أنه الوريث الظاهر لوالده، وهو ما سبب مخاوف لحركة اللجان الثورية، والتي كانت تمثل الحزب الحاكم زمن النظام السابق في ليبيا، كما أثارت حساسية عناصر الحرس القديم من رفاق القذافي الأب والتي كانت تصطف مع المعتصم.
ولذلك حين تتم عملية تشخيص واقعية لتقدم سيف القذافي للانتخابات بعد حوالي 10 سنوات من سقوط حكم أبيه، لابد من إعادة النظر في الانقسامات التي سبقت انتفاضة (2011)، وأهمها الصراع العميق في قلب عائلة القذافي.
ويراهن أنصار القذافي المقربين من ابنه سيف على حالة الإحباط التي يعيشها الشعب الليبي من الفوضى التي ضربت ليبيا ما بعد (2011)، غير أن هذا الأمر لن يكون كافياً لحشد الدعم الكافي لسيف الإسلام.
ولا يخفى على الليبيين أن قطاع كبير منهم تضرر من زمن حكم القذافي سواء طلاب الجامعات في فترة السبعينات والثمانينات، وكذلك ضحايا حرب تشاد وغيرها، والذين أنكرهم القذافي وهؤلاء عوائلهم تمثل أغلب سكان ليبيا، ولذلك لن يكون سهلاً على الليبيين إعادة هذا النظام بأصواتهم هذه المرة.
ويضاف إلى ذلك أن أنصار القذافي منقسمون لعدة تكتلات، ومن هذه التكتلات من يتهم سيف صراحة، بأنه السبب الرئيسي في إضعاف قبضة الحكم منذ السماح عبر سيف شخصياً؛ بعودة بعض المتهمين بالإرهاب والمعارضين لحكم أبيه للحياة في ليبيا منذ عام 2005.
يبقى بضع تساؤلات مهمة، لم يجب عنها أنصار الدعوة لترشح سيف الإسلام للانتخابات القادمة، منها أين يوجد سيف الإسلام؟ وما هو مشروعه؟ وكيف سيتعامل مع المناطق التي قال عنها في عام 2011 بأنها ستكون مناطق درجة ثانية، وأن بعض المناطق ستهجر إذا تم فرض السيطرة من جديد على البلاد؟