بغداد – (رياليست عربي): تُجرى الانتخابات المقررة الشهر المقبل في العراق قبل موعدها استجابة لاحتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في 2019، لكن ليس هناك دلائل تذكر على أن التصويت سيحسن الأوضاع في بلد ما زالت فيه الفصائل المسلحة تتمتع بنفوذ كبير، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
إجراء الانتخابات قبل موعدها، أمل يتعلق به الشعب العراقي لإحداث تغييرات جذرية بعد صراع وفساد استمرا سنوات في أعقاب الإطاحة بحكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 2003. وبعد عامين من انتهاء حرب ضارية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2017 اندلعت احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة قُتل خلالها المئات.
التجاذبات الدولية على الأرض العراقية كثيرة، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية تقول إنها تعمل على الانسحاب من العراق، في حين أن إيران لا تزال تحتفظ بنفوذ كبير لها في الداخل العراقي، وهذا الوضع من الطبيعي ان يؤثر على مجريات الانتخابات حين حدوثها.
وتعبّر لافتات وُضعت في ميدان رئيسي بجنوب البلاد عن الوضع السياسي الصعب، حيث تنتشر لوحات ضخمة تحمل صور من قُتلوا وهم يدافعون عن قضايا كانوا يأملون أن تخدم بلادهم، كذلك الشوارع العراقية مليئة بصور مقاتلين قاتلوا تنظيم “داعش” إلى جانب صور مئات الشبان الذين قتلوا بعد ذلك بعامين في احتجاجات ضد هذه الفصائل ذاتها.
لكن الانتخابات التالية المقررة يوم العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول من المتوقع أن تكشف انقسامات متزايدة ظهرت منذ ذلك الحين وبخاصة بين الأغلبية الشيعية التي أوصلها الغزو الأمريكي في 2003 للحكم.
وتواجه فصائل شيعية مدعومة من إيران فصائل شيعية أخرى مناهضة للنفوذ الإيراني في البلاد في الانتخابات المقبلة. والنشطاء الذين خرجوا إلى الشوارع في 2019 منقسمون أيضا، فبعضهم يقاطع الانتخابات والبعض الآخر يشارك فيها.
وترسم مجموعة من المقابلات أجرتها رويترز قبيل الانتخابات مع فصائل شيعية مختلفة في الجنوب وفصائل سنية في الشمال صورة لبلد يعاني فيه الساسة والفصائل المسلحة والمجتمع ذاته من انقسامات لم يسبق لها مثيل.
الجدير بالذكر أن هزيمة التنظيم المتشدد كانت قد وحدت العراقيين فصوتوا لصالح قيادات الفصائل المنتصرة في آخر انتخابات عامة في 2018.