طرابلس – (رياليست عربي): قدمت فرنسا خطة لإخراج المرتزقة والقوات والخبراء العسكريين من ليبيا وحثت الولايات المتحدة ودول أخرى، على تبنّي هذه الخطة.
وبحسب صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية فإن الخطة تتضمن جدولاً زمنياً مدته ستة أشهر، تبدأ أولاً بسحب المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا، يليها المرتزقة والقوات التركية النظامية، مبينة أنه تم تداول الاقتراح المكون من صفحتين، لعدة أسابيع بين المسؤولين الدبلوماسيين في الدول المعنية، وفقاً لمسؤولين مُطّلعين على المحادثات.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين فرنسيين أكدوا لها بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح الفكرة مباشرة في الأيام الأخيرة على نظرائه في الولايات المتحدة وتركيا.
وأضافت “بوليتيكو” أن ماكرون تداول الخطة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت، خلال اجتماعات مجموعة الدول السبع في لندن، قبل أن يطرحها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في قمة الناتو في بروكسل.
وذكرت الصحيفة أن الهدف النهائي هو زيادة الاستقرار في البلد الواقع على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي زاد من تحديات الهجرة ومخاطر الإرهاب في أوروبا.
ورأت الصحيفة أن موقف حكومة الوحدة الوطنية، لا يزال ضعيفاً ومحفوفاً بالمخاطر قبل انتخابات ديسمبر/كانون الأول المقبل، ويزيد من هذه التحديات حقيقة أن تركيا وروسيا دخلتا الحرب على جانبين متعارضين، تركيا كداعم لقوات غرب ليبيا، وروسيا كداعم لقوات الجيش الليبي.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الفكرة وراء خطة ماكرون هي الاستفادة من ثقل أمريكا، واستخدام ذلك كوسيلة ضغط للضغط على تركيا وروسيا، مضيفة بأنه تحول تكتيكي بالنسبة لماكرون، حيث يتبنى نهجاً أكثر جماعية يمكن أن ينتهي به الأمر إلى تقديم فوز في السياسة الخارجية لشخص آخر “جو بايدن”.
وتتمحور تفاصيل خطة ماكرون، بأن تسحب تركيا المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم إلى ليبيا في عام 2020، على أن تتم هذه الخطوة في أقرب في الأول من يوليو/تموز القادم.
وأوردت الصحيفة بأن المرحلة الثالثة من الخطة تتبنى إعادة توحيد قوات الأمن الليبية المنقسمة حالياً بين شرق البلاد وغربها، مضيفة بأنه هذه الخطوة ستجعل القوات النظامية هي المهيمنة، وهذه القوات أغلبها مقربة من الجيش الليبي، مبينة أن ذلك قد لا يعجب المليشيات المحلية في غرب ليبيا ويعتبرونه مكافأة لحفتر.
وختمت صحيفة “بوليتيكو” تقريرها بأن الاقتراح يعتبر محاولة لإعادة تحريك الجهود المتوقفة حالياً، لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، خصوصاً بعد فشل خطتين سابقتين، موضحة أن اتفاقات محلية تحت رعاية دولية أوصت بأن يغادر جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب ليبيا في غضون 90 يوماً، لكن انقضى الموعد النهائي دون خروج أحد، كما تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو جميع الأطراف المعنية إلى سحب قواتها الأجنبية، لكن تم تجاهل ذلك بالمثل.