يريفان – (رياليست عربي): في بداية سبتمبر، تدهورت العلاقات بين روسيا وأرمينيا، وانتقدت يريفان تصرفات حليفتها في القوقاز، واستدعت ممثلها من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وأرسلت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا ، وكانت على وشك الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق فلاديمير بوتين.
وفي هذا الصدد، تم استدعاء السفير الأرمني يوم الجمعة 8 سبتمبر إلى وزارة الخارجية الروسية، حيث تم تقديم تمثيل قاس له، ولا تخفي موسكو انزعاجها من تصرفات يريفان غير الودية، معتقدة أنها تحاول طرد روسيا من جنوب القوقاز.
وأعرب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن شكواه ضد روسيا، وذكر على وجه الخصوص أن قوات حفظ السلام الروسية لا تؤدي المهمة الموكلة إليها – فهي لا تضمن حرية الحركة على طول ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا وكاراباخ ، “قد يكون هناك سببان: الاتحاد الروسي لا يستطيع أو لا يريد الحفاظ على سيطرته على ممر لاتشين، كلاهما، في رأينا، مقلقان للغاية”.
الشكوى الأخرى هي عدم الرد على الضربات الأذربيجانية على أراضي أرمينيا، ووقع أكبرها في سبتمبر من العام الماضي، وبحسب باشينيان، أصيبت يريفان بخيبة أمل تجاه منظمة معاهدة الأمن الجماعي عندما لم تدين المنظمة تصرفات باكو، “لذلك لم تصدق أرمينيا على عدد من الوثائق خلال قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي عقدت في خريف عام 2022، وأشار رئيس وزراء أرمينيا إلى أن القرارات في المنظمة يتم اتخاذها بالإجماع، ولم يتم اتخاذ أي قرار.
وبحسب باشينيان، تحاول أرمينيا الآن تنويع سياستها الأمنية حتى لا تعتمد بشكل كامل على موسكو في هذا الشأن، وقال رئيس الحكومة أيضاً إن روسيا تنسحب من جنوب القوقاز، “لأي أسباب يحدث هذا؟ نحن لا نعلم، ومع ذلك، هناك عمليات تؤدي بالطبع إلى فكرة أننا سنستيقظ يوماً ما ونرى أن روسيا لم تعد هنا.
بالنسبة لموقف روسيا، أكدت موسكو مراراً وتكراراً أن قوات حفظ السلام تبذل كل ما في وسعها لحل الوضع في ممر لاتشين، كما أشاروا إلى أنهم عرضوا على يريفان استضافة بعثة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لكنها اختارت مهمة الاتحاد الأوروبي “غير الفعالة”، وقال مصدر دبلوماسي: “موسكو مستاءة للغاية من التصريحات الأخيرة للقيادة الأرمنية وتعتبرها غير مقبولة من حيث اللهجة والمضمون، وتتطلع إلى تحويل المسؤولية عن حساباتها الخاطئة وأخطائها إلى روسيا”.
كما أن روسيا لن تغادر جنوب القوقاز، لكنها تحاول إخراجها من المنطقة، مستخدمة يريفان كوسيلة لتحقيق هذا الهدف، وأضاف: “روسيا لا تنوي مغادرة المنطقة، لكن يجب أن يكون ذلك طريقاً ذو اتجاهين: أرمينيا أيضاً لا ينبغي أن تصبح سلاحاً للغرب للضغط على روسيا”، بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن موسكو تواصل لعب دور مهم في جنوب القوقاز.
بالتالي، إن تفاقم العلاقات بين يريفان وموسكو مرتبط بالوضع في المنطقة، ويبدو أن أذربيجان تستعد لتصعيد جديد، وبعبارة صريحة، فهي تعد لحرب دموية تهدف إلى تقطيع أوصال أرمينيا وتدمير آرتساخ ويبدو أن القيادة الحالية لأرمينيا تتنبأ مسبقاً بالنتيجة السلبية لهذا الصدام، ويمهد الطريق مسبقاً لإزاحة مسؤولية الهزيمة وتحويل المسؤولية إلى روسيا.
الآن أذربيجان تمارس لمزيد والمزيد من الضغوط على أرمينيا، وأرمينيا رفعت الصوت وكأنها تناجي موسكو في هذا الشأن.