طوكيو – (رياليست عربي). فازت السياسية اليابانية سناي تاكايشي، البالغة من العمر 64 عاماً، برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم (LDP) يوم السبت، لتصبح بذلك في طريقها إلى أن تكون أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان، مع توقع توليها المنصب رسمياً في وقت لاحق من هذا الشهر.
تاكايشي — التي لطالما وصفت مارغريت تاتشر بأنها مصدر إلهامها السياسي — تعهدت بـ«رفع الوعي بقضايا صحة المرأة» وتحدثت بصراحة عن تجربتها الشخصية مع سنّ اليأس. غير أن سجلها السياسي وبرنامجها الحكومي يضعانها ضمن التيار اليميني المحافظ داخل الحزب الحاكم.
وتعارض تاكايشي السماح للأزواج في اليابان باحتفاظ كل منهم باسم عائلته بعد الزواج، وفقاً للقانون الأسري الذي يعود للقرن التاسع عشر — وهو موقف يؤثر في الغالب على النساء — كما تؤيد حصر وراثة العرش الإمبراطوري في الذكور، وتقول إنها «تعارض من حيث المبدأ زواج المثليين».
وقال الباحث السياسي يوكي تسوجي من جامعة توكاي إن «تاكايشي لا تُبدي أي اهتمام بسياسات حقوق المرأة أو المساواة بين الجنسين»، مضيفاً أنه «من غير المرجح حدوث أي تغيير مقارنة بحكومات الحزب السابقة». ومع ذلك، أكد أن رمزية وصول امرأة إلى رئاسة الحكومة في اليابان «مهمة للغاية».
أما الشارع الياباني فانقسمت مواقفه. قالت يوكا، موظفة في الخمسينات من عمرها في طوكيو: «يمكننا أن نقول للعالم بفخر إن اليابان ستقودها امرأة، لكني لا أتوقع تقدماً حقيقياً في قضايا المساواة».
وتبقى النساء في اليابان ممثلات تمثيلاً ضعيفاً للغاية في السياسة والاقتصاد؛ إذ يشغلن 13.2% فقط من المناصب الإدارية — وهو أدنى معدل بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) — و15% من مقاعد مجلس النواب. كما احتلت اليابان المرتبة 118 من أصل 148 دولة في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 حول الفجوة بين الجنسين.
ورغم أن محافظة طوكيو يوريكو كويكي أطلقت سياسات داعمة للنساء مثل التعليم المجاني في مرحلة ما قبل المدرسة، ما زالت معظم السياسيات اليابانيات يواجهن تمييزاً متجذراً. ففي عام 2024، أثار القيادي في الحزب تارو آسو انتقادات حادة بعد أن وصف وزيرة الخارجية آنذاك يوكو كاميكاوا بأنها «عمة» و«ليست جميلة جداً».
كما يواجه حراك #MeToo الياباني صعوبة في تحقيق زخم حقيقي؛ إذ حظيت الناجيتان رينا غونوي، الجندية السابقة، وشيوْري إيتو، الصحفية، بإشادة واسعة لشجاعتهما في كشف قضايا الاعتداء، لكنهما تعرضتا أيضاً لهجمات إلكترونية قاسية.
ورغم ذلك، يرى بعض الشباب اليابانيين في صعود تاكايشي لحظة رمزية للتغيير. يقول ريوكي تاتسومي (23 عاماً)، عامل رعاية في طوكيو: «في الماضي كانت هناك إمبراطورات، لكن لم تحكمنا امرأة من قبل. ربما تكون هذه بداية التقدم».






