القدس – (رياليست عربي): بعد سلسلة من الهجمات على الأراضي الإسرائيلية الأسبوع الماضي، انخفضت درجة التوتر في المنطقة بشكل ملحوظ، في مشهد يبدو أن الغلبة فيه للحراك السياسي.
القوات الامنية الاسرائيلية توقعت تصعيداً جديداً في يوم القدس الذي يحتفل به العرب والايرانيون تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
في شمال البلاد والحدود مع قطاع غزة، تم تعزيز أنظمة الدفاع الجوي بشكل كبير وتم إغلاق المجال الجوي، ولكن نتيجة لذلك، لم يحدث اندلاع كبير لأعمال العنف.
الاستثناء الوحيد هو المناوشات القصيرة بين النشطاء اللبنانيين والجنود الإسرائيليين، ومع ذلك، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منعت التصعيد، حيث أصدر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله نداء قال فيه إن إسرائيل تثير حرباً في المنطقة وتحذر من المزيد من الهجمات على سوريا.
كما أشار نصر الله إلى أن الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان في أوائل أبريل دمرت مزارع في المنطقة، وليس منشآت تابعة لحزب الله أو حركة حماس، كما قال الجيش الإسرائيلي.
كما أدلى زعيم حماس، يحيى السنوار، ببيان أعلن فيه عزمه على النضال من أجل الأقصى وضرورة التنسيق بين الدول العربية والتضامن مع حزب الله.
فرض “التهديد الإيراني“
في ضوء هذه الخلفية، نوقشت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل نشط أن إيران نشرت مئات الطائرات بدون طيار الجاهزة لمهاجمة إسرائيل في دول المنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق.
كما تم تداول مقاطع فيديو لميليشيات شيعية موالية لإيران في العراق، ووعدت باستخدام طائرات بدون طيار لضرب الإسرائيليين.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت معلومات عن زيارة وفد من حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية إلى بغداد، حيث عقد لقاء مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى.
ونشرت وسائل الإعلام الأمريكية بدورها مقالاً جاء فيه، أنه يُزعم أن الهجوم على إسرائيل سيأتي من سوريا ولبنان وغزة وتم تنسيق هذه الهجمات شخصياً من قبل القائد الإيراني لوحدة القدس الخاصة داخل الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني.
أيضاً، يُزعم أن الهجوم نفسه كان عملاً انتقامياً لقتل المستشارين العسكريين الإيرانيين ميلاد حيدري ومقداد مكاني على يد سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، كما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات تفيد بأن حزب الله، بمساعدة إيران، تمكن من الاستيلاء على صواريخ حديثة مضادة للسفن تهدد الجيش الإسرائيلي (جيش الدفاع الإسرائيلي) في البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً لبعض التقارير، على هذه الخلفية، أجرى الإسرائيليون تدريبات سرية لمهاجمة المنشآت العسكرية الإيرانية.
سياسياً، إلى حد كبير، كان الإسرائيليون قلقين بشأن تحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والقوى الموالية للفلسطينيين، حيث عقد السعوديون اجتماعاً مع ممثلين عن حماس والسلطة الفلسطينية في مكة والرياض.
وأشار خبراء إسرائيليون إلى التصرفات القاسية التي تمارسها قوات الأمن في الأقصى بحق الفلسطينيين وتغير التكوين في العلاقات السعودية الإيرانية كسبب لذلك.
وبعد مصالحة إيران مع السعودية، قال ممثلون صينيون إنهم جاهزون للمساهمة في الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معربين عن القلق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية.
وفي السياق، زار إسرائيل سليل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، حيث استقبله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وناقشا إمكانية التعاون بعد الانهيار المنشود للجمهورية الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، قام وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بزيارة باكو حيث التقى بكبار المسؤولين الحكوميين، من المرجح جدا أن المحادثات تركزت حول الأعمال ضد إيران وتطوير البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الأذربيجانية.
الآن، تتحدث جميع الأوساط عن احتمالية شن عمل عسكري تبدأه إسرائيل على المنطقة، وسط تعتيم كلي على هذا الأمر من الجانب الإسرائيلي في وقت يبدو أنه تهديد مبطن للكف عن العبث، لكن بعد الضربات الأخيرة على العمق الإسرائيلي يبدو أن جميع الأطراف باتت جاهزة لهذه الحرب التي قد يخفت الحديث عنها نظراً للوضع العالمي الحالي.