الرياض – (رياليست عربي): أتت تصريحات المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي مفاجئة للرأي العام العربي، بل وحتى لحكومات عربية، على رأسها الحكومة الجزائرية، فيما تلقفت المعارضة السورية تلك التصريحات التي كانت مفاجأة بالنسبة لها أيضاً بفرح كبير.
المعلمي وخلال كلمته شن هجوماً على الدولة السورية وحلفائها، مكذباً وجود أي انتصار للحكومة السورية وجيشها، فضلاً عن تأكيده على الهجوم على حلفاء دمشق اللبنانيين والإيرانيين.
ما تُسمى بالمعارضة وفصائلها، تداولت التصريحات بكثافة على مواقع التوصل الاجتماعي، فيما اندفع الائتلاف المعارض لإصدار بيان يشكر فيه السعودية لهذا الموقف.
من جهتها قالت مصادر معارضة محسوبة على الائتلاف بأن تلك التصريحات قد تؤشر لعودة الرياض إلى لعب دور كبير في الملف السوري، ودعم المعارضة مستقبلاً، وقد يكون التقارب الجديد بين السعودية وتركيا سبباً رئيسياً للإعلان عن هذا الموقف.
اللافت عند متابعة وسائل الإعلام السعودي مثل الشرق الأوسط وعكاظ والرياض، وهي كبريات الصحف السعودية، أنها لم تتطرق أبداً إلى كلمة المعلمي بل تجاهلتها وهذا على غير عادتها.
فيما يعتقد مراقبون بأن الموقف السعودي مرتبط بمفاوضات فيينا مع طهران بشأن ملفها النووي، وما يُحكى حول إمكانية توجيه ضربة من قبل إسرائيل لإيران، وسط تشنج وخصومة عالية بين السعودية وطهران، لم تستطع أبو ظبي تبريد سخونتها.
بينما اعتبرت أوساط صحفية عربية في القاهرة بأن تلك التصريحات أتت لقطع الطريق على المحاولات الجزائرية من أجل إعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، كذلك رأى أخرون بأن الموقف السعودي المتشدد في هذه المرحلة هو من أجل رفع سقف المطلب الوحيد للرياض تجاه دمشق مقابل انفتاح وعودة علاقات، ألا وهو تقليص التواجد الإيراني وإخراج حزب الله من سوريا بشكل كامل.
ذات الأوساط تخوفت من أيام قادمة في غاية الخطورة، إذ أن من شأن تلك التصريحات السعودية، أن تنسف الجهود المصرية والأردنية والإماراتية لحل الملف السوري، فضلاً عن تهدئة الأوضاع في لبنان، وما تصريحات المعلمي سوى إشارة إلى أن الفترة المقبلة ستكون صعبة سياسياً على المنطقة، وستكون كارثية على لبنان في ذات الوقت وفق رأيهم.