واشنطن – (رياليست عربي): في تصريح أثار موجة من الجدل، ادعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن بلاده تمتلك “سيطرة كاملة” على المجال الجوي الإيراني، جاء هذا الإعلان خلال تجمع انتخابي، حيث حاول ترامب إبراز قوة الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة. هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توتراً غير مسبوق، خاصة مع تعثر المفاوضات النووية واستمرار الخلافات حول النفوذ الإقليمي.
من الناحية العسكرية، تمتلك الولايات المتحدة بالفعل تفوقاً جويّاً واضحاً في المنطقة، مع وجود قواعد متقدمة في قطر والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى حاملات الطائرات المنتشرة في مياه الخليج. كما أن أنظمة الرادار والمراقبة الأمريكية المتطورة تمنحها قدرات استطلاع واسعة النطاق. لكن الخبراء العسكريين يشككون في مدى دقة وصف “السيطرة الكاملة”، إذ أن إيران طورت أنظمة دفاع جوي متطورة بمساعدة روسية وصينية، مثل منظومة S-300 وأنظمة “بافار” المحلية.
على الصعيد السياسي، يرى مراقبون أن هذه التصريحات تمثل جزءاً من الخطاب الانتخابي لترامب، الذي يعتمد على صورة “الرئيس القوي” القادر على مواجهة ما يصفه بـ”التهديدات الخارجية”. كما أنها تأتي في سياق الضغوط الأمريكية المستمرة على طهران، سواء عبر العقوبات الاقتصادية أو التحركات الدبلوماسية.
من المتوقع أن تدفع هذه التصريحات إيران إلى تعزيز تعاونها العسكري مع حلفائها، وتسريع برامج تطوير أنظمتها الدفاعية، كما قد تؤثر على ديناميكيات المفاوضات النووية، التي تشهد جموداً ملحوظاً منذ أشهر، في النهاية، بينما تبرز هذه الحادثة التفوق العسكري الأمريكي، فإنها تذكرنا أيضاً بحدود القوة الأحادية في نظام دولي متعدد الأقطاب.