طرابلس – (رياليست عربي): حذرت جهات ومؤسسات دولية عديدة من مغبة عدم إجراء الانتخابات الليبية الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول القادم.
وبحسب مراقبين للشأن الليبي فإن اختلافات عديدة بين الأطراف الليبية أفرزت رغبة عدة تيارات تقوم بمحاولات إفشال الانتخابات القادمة، أو قيامها وفق آليات محددة تصب في صالحها.
ووفق المراقبين فإن من أهم التيارات التي تحاول تعطيل الانتخابات تأتي جماعة الإخوان المسلمين، والتي تحاول إقصاء أي شخصيات تقف ضد سياساتها من الترشح أصلاً للانتخابات، كما أن هناك شخصيات عديدة في السلطة الآن تحاول هي الأخرى الوقوف ضد الانتخابات من أجل بقاءها في السلطة لأقصى مدى ممكن.
وحذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بعض المؤسسات الليبية وقياداتها من مغبة عدم الثقة في اختيارات الناخبين لمن يقود البلاد.
وشدد نورلاند على أنه لا ينبغي لأي فرد أو مؤسسة أن تستخدم حق النقض “الفيتو” على التشريعات الانتخابية الحاسمة، في إشارة ضمنية لتمسك مجلس الدولة بالشراكة في صياغة القوانين الانتخابية، ورفضه القبول بقانون انتخاب الرئيس الذي أصدره مجلس النواب.
وأبدى وزير داخلية إيطاليا الأسبق، ماركو مينيتي، مخاوفه من احتمالية عدم تنظيم الانتخابات الليبية بنهاية العام الجاري، مؤكداً أن ليبيا قد تتحول إلى أفغانستان أخرى إن لم يتم إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
وقال “مينيتي” في تصريحات له إذا لم نتحرك بشكل عاجل، فسيكون من الصعب إجراء انتخابات في ليبيا في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وإذا لم تقم الانتخابات، فمخاطر تصاعد التوترات مجدداً كبيرة جداً، وهناك احتمال تقسيم ليبيا إلى منطقتين، مثل النموذج السوري، وستكون هزيمة ثقيلة لأوروبا وبمثابة أفغانستان أخرى.
من جانبها أبدت مصر دعمها للخُطى الثابتة التي تشهدها ليبيا للوفاء بخارطة الطريق السياسية التي أقرها الليبيون، وصولاً إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المُقرر، باعتبارها خُطوة مفصلية نحو تحقيق الاستقرار المنشود في مسيرة ليبيا لمستقبل أفضل.
وأشاد وزير خارجيتها سامح شكري بجهود مجلس النواب الليبي التي أفضت إلى إصدار قانون الانتخابات الرئاسية، واضطلاعه بمسؤولياته لإنجاز قانون الانتخابات البرلمانية بالتنسيق مع الأطراف الليبية المعنية.
وأكد خلال اللقاء على أهمية الانتخابات التي ستؤدي إلى خروج كافة القوات الأجنبية، بالإضافة إلى المُقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، مضيفاً بأن الانتخابات ستؤدي إلى استعادة ليبيا لسيادتها الكاملة.