موسكو – (رياليست عربي). عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً في الكرملين مع أحمد الشرع، رئيس النظام السوري الموالي لتركيا، تناول الوضع الراهن وآفاق العلاقات بين روسيا وسوريا في مجالات التنسيق السياسي، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والمشاريع الإنسانية، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط والتحديات الأمنية الراهنة.
وضم الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، ونائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، ونائب مدير الإدارة الرئاسية ماكسيم أوريشكين، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ونائب رئيس الأركان العامة إيغور كوستيوكوف. واستُكملت المحادثات على مائدة إفطار عمل، ما يعكس عمق التواصل بين الجانبين.
علاقات تمتد لأكثر من ثمانية عقود
وفي مستهل اللقاء، ذكّر بوتين بأن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو ودمشق تعود إلى عام 1944، قائلاً:
«طوال هذه السنوات، كانت العلاقات بين روسيا وسوريا ودّية دائماً، وقامت على مبدأ واحد — هو مصالح الشعب السوري».
وأضاف أن السياسة الروسية تجاه دمشق لم تكن يوماً قائمة على المصلحة أو الانتهازية، مشيراً إلى تنامي التعاون الإنساني والثقافي بين البلدين، إذ يدرس أكثر من أربعة آلاف طالب سوري حالياً في الجامعات الروسية. كما هنّأ الشرع على الانتخابات البرلمانية التي جرت في 5 أكتوبر، واعتبرها «خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية».
التعاون الاقتصادي والإنساني
أشاد بوتين بعمل اللجنة الحكومية المشتركة، التي استأنفت نشاطها منذ عام 1993 وتشكل اليوم إطاراً لتطوير مشاريع اقتصادية وبنى تحتية جديدة. كما أعرب عن تقديره لاستقبال الشرع للوفد الروسي برئاسة نوفاك في دمشق، مؤكداً استعداد موسكو لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والمساعدات الإنسانية.
من جانبه، قال الشرع إن سوريا تدخل «فصلاً جديداً في تاريخها»، معرباً عن أمله في مشاركة روسية فاعلة في عملية إعادة الإعمار، ومؤكداً على «الروابط التاريخية والمادية العميقة التي تجمع بين البلدين».
وأشار إلى أن بلاده تسعى لإطلاق إطار شامل جديد للعلاقات الثنائية يواكب المرحلة الراهنة من التعاون مع روسيا.
سوريا في الاستراتيجية الروسية
وأبرزت المحادثات في موسكو أن روسيا ما زالت تعتبر سوريا ركناً محورياً في استراتيجيتها الشرق أوسطية — ليس فقط من منطلق الجغرافيا السياسية، بل كجزء من ثبات السياسة الخارجية الروسية التي، بحسب تعبير بوتين،
«لا تنحني تحت أي ضغوط أو ظروف خارجية».






