الرباط – (رياليست عربي): تنفق الدولة العميقة في المغرب المسماة بـ”المخزن”، أموالاً ضخمة على منصات إعلامية تدعم نظام الحكم الملكي المسمى بـ”خلافة أمير المؤمنين”، في مواجهة أي طرف، ودائماً ما تسوق تلك المنصات مزاعم عدة غير حقيقية، طالت مصر مؤخراً عبر منتخب “الكاراتيه”، وذلك “نكاية” في محور (تونس – الجزائر) الذي أصبح في خلاف اشتعل مجدداً بين العاصمة الجزائر والرباط.
الحلقة الجديدة من المواجهة المشتعلة في دول شمال أفريقيا، أقحمت مصر من خلال منتخب الكاراتيه، بعد أكاذيب نشرت على أنها رسمية، بأن منتخب مصر للكاراتيه يتضامن مع منتخب المغرب الذي انسحب من المشاركة بالبطولة الأفريقية المزمع إقامتها بتونس، تطرقت هذه المزاعم الكاذبة إلى أن انسحب المنتخب المصري للكاراتيه جاء دعماً لموقف المغرب ضد تونس التي قام مؤخراً رئيسها قيس سعيد ضمن مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد8) الذي نظمته تونس، باستقبال زعيم جبهة البوليساريو ورئيس ما يعرف بجمهورية الصحراء إبراهيم غالي، التي تعترف بها الجزائر في حين أن المملكة المغربية تعتبر جبهة انفصالية إرهابية وأن منطقة “الصحراء” أراض مغربية، الأمر الذي جاء بإجراءات من جانب المغرب من بينها استدعاء سفيره لدى تونس وإلغاء المشاركة (تيكاد8)، والإعلان من جانب الرباط عدم مشاركة منتخب المغرب للكاراتيه في البطولة الأفريقية المقرر انعقادها قريبا في تونس.
وأراد نظام “المخزن” اختراع داعمين له في مواجهة محور (تونس – الجزائر)، لم يجد في هذا الصدد استغلالاً كاذباً يكون أساسه مصر، الدولة العربية والإفريقية والمتوسطية الكبيرة، فكان الخبر الغريب الذي انتشر كالنار في الهشيم على منصات ووسائل إعلام مغربية بأن منتخب مصر للكاراتيه لن يذهب إلى تونس تضامناً مع المغرب.
من الطبيعي أن ينشط هذا الخبر الكاذب ويصدقه قطاع كبير في المغرب في ظل سيطرة إعلام “المخزن” على الشارع المغربي، في حين أن أي شخص آخر سيتأكد من الوهلة الأولى كذب الخبر لعدة أسباب في صدارتها أن دائماً ما ترفض مصر أن تدخل في المواجهات التي تحمل نوعاً من الدعاية والمزاعم، ولا تأخذ طرفاً في مواجهة آخر على الساحة العربية والأفريقية انطلاقاً من دورها وحجمها، ومن أبرز الأسباب، أن القاهرة تدعم بقوة الدولة التونسية لاسيما أن الرئيس الحالي قيس سعيد استنسخ شكال من ثورة 30 يونيو 2013 في بلاده، والتي جاءت بالإطاحة بحكم نظام “الإخوان”.
لم يعلم مصدر الخبر الذي لعبت به منصات إعلام نظام “المخزن” في المغرب، حيث بالدخول على المنصات المتعلقة بالاتحاد المصري للكاراتيه لم يذكر أي خبر خلال أيام ماضية يتعلق بمشاركة منتخب الكاراتيه في البطولة المقامة في تونس، ولكن في ظل ضغط انتشار الخبر الكاذب من منصات الإعلام المغربي، خرجت صفحات الاتحاد المصري للكاراتيه على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكذب مزاعم إعلام نظام “المخزن” المغربي بخبر مفاده أن الاتحاد المصري للكاراتيه يستكمل استعداداته للمشاركة بالبطولة الأفريقية المزمع إقامتها بتونس وذلك كأحد البطولات التي يمكن الارتكاز عليها في دعم الاستعدادات الخاصة بالمنتخب المصري لخوض المنافسات الدولية خلال الفترة المقبلة.
“المخزن” هو مصطلح له دلالة خاصة في اللهجة الدارجة المغربية، و يصطلح به النخبة الحاكمة في المغرب التي تمحورت حول الملك ويتألف المخزن من النظام الملكي والأعيان وملاك الأراضي، وزعماء القبائل وشيوخها وكبار العسكريين، ومدراء الأمن ورؤسائه، وغيرهم من أعضاء المؤسسة التنفيذية.