بروكسل – (رياليست عربي): أصبحت أوكرانيا الموضوع الرئيسي لقمة الاتحاد الأوروبي، التي اختتمت أعمالها في 30 يونيو، فشلت أوروبا في العمل كجبهة موحدة – بودابست لا تريد تخصيص أموال إضافية لكييف، ولا يمكن لأعضاء الاتحاد الأوروبي الاتفاق على طرق للاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة، وتستمر المناقشات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا، فقط الصيغة العامة لم تتغير – المزيد من الأموال والأسلحة للقوات المسلحة لأوكرانيا، بالتالي، ما الذي جاء إليه قادة الاتحاد وكيف يتفاعلون معه في روسيا؟
المال والسلاح والدبلوماسية
سيزود الاتحاد الأوروبي كييف بالمساعدة المالية والعسكرية “طالما كانت هناك حاجة إليها” – هذه هي النتيجة الرئيسية لمناقشة الوضع في أوكرانيا في قمة الاتحاد الأوروبي.
يؤكد المجلس الأوروبي مجدداً على استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم دعم عسكري مستمر لأوكرانيا طالما كانت هناك حاجة إليه، ولا سيما من خلال بعثة المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي وصندوق السلام الأوروبي، كما قام المجلس الأوروبي بتقييم التقدم المحرز في عمليات التسليم والمشتريات المشتركة لمليون ذخيرة مدفعية وصواريخ لأوكرانيا، وتم التأكيد على أهمية الجهود المستمرة التي تبذلها الدول الأعضاء للمساعدة في تلبية الاحتياجات العسكرية والدفاعية العاجلة لأوكرانيا دون المساس بالخصوصيات الأمنية والدفاعية للدول الأعضاء الفردية، مع مراعاة المصالح الأمنية والدفاعية لجميع الدول الأعضاء.
بالإضافة إلى ذلك، اتفق القادة على تكثيف الجهود الدبلوماسية لإقناع الدول التي لا تقف بشكل مباشر مع أوكرانيا والغرب بدعم المبادئ والأهداف المنصوص عليها في ما يسمى بصيغة السلام التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واستناداً إلى المناقشات في القمة، تستعد أوروبا لمواجهة مطولة مع الاتحاد الروسي – إلى جانب ذلك، يستعد القادة الأوروبيون أيضاً لدعم كييف، على سبيل المثال، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، حتى قبل افتتاح الجزء الرسمي من الحدث، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يواصل سياسته في دعم أوكرانيا، لأن الصراع “يمكن أن يستمر لفترة طويلة”.
وقال “لهذا السبب من المهم أن نتعاون هنا ونقول إننا مستعدون للحفاظ على المسار المحدد لفترة طويلة، وأن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدات مالية وإنسانية وعسكرية”.
بالنسبة لروسيا، يشكك الجميع في مزاعم استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً وفنياً، وهذا لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع وسقوط المزيد من الضحايا.
لقد أوضحت المجر على الفور حقيقة أن أعضاء الاتحاد ليسوا جميعهم يقيّمون بشكل متساو الحاجة إلى زيادة الإنفاق المالي وأنواع أخرى من الإنفاق لكييف، والتي كانت قد تحدثت في السابق ضد زيادة الدعم للقوات المسلحة لأوكرانيا، وبالتالي، فإن اقتراح المفوضية الأوروبية بتخصيص 100 مليار يورو إضافية لميزانية الاتحاد، والتي يجب أن يذهب نصفها إلى الانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا، وصف ممثل بودابست بأنه “صادم وغير مناسب للمناقشة”.
كما وافق الاتحاد الأوروبي في القمة على النظر في إمكانية الشراكة لتقديم مساهمتها الخاصة في توفير ضمانات أمنية معينة لأوكرانيا، ما قد تشمله لا يزال غير واضح، حيث أن الاتحاد الأوروبي كتلة اقتصادية وليس كتلة عسكرية.
لكن لكي يقدم الاتحاد الأوروبي نوعاً من الضمانات الأمنية، يجب عليه إنشاء نوع من الهياكل العسكرية الاستراتيجية وهذا ما لن يحدث، ما يعني فشل القمة من تحقيق الأهداف التي وضعتها لمساعدة أوكرانيا، حتى في ضغطها على الصين ليس إلا تصريح من جملة مئات التصريحات التي لم تحقق من أمرها شيء.