أوتاوا – (رياليست عربي): تشهد مجموعة السبع أعمق أزماتها منذ تأسيسها بعد الفشل الذريع للقمة الأخيرة في كندا، حيث كشفت الخلافات الحادة بين الأعضاء عن تصدعات خطيرة في التحالف الغربي. غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاجتماعات بشكل مفاجئ، بينما تبادل القادة الأوروبيون الاتهامات حول القضايا الخلافية مثل الموقف من روسيا والصين وأوكرانيا وهذه التطورات تثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الهيمنة الغربية في عالم يتجه نحو التعددية القطبية.
تفاصيل القمة كشفت عن انقسامات غير مسبوقة، حيث رفضت الولايات المتحدة زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما أصرت ألمانيا وفرنسا على ضرورة مواصلة الضغط على موسكو. كما اختلف الأعضاء حول سياسة العقوبات على الصين، مع تحذيرات أوروبية من تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي. هذه الخلافات لم تعد خفية، بل ظهرت للعلن عبر تصريحات متبادلة بين القادة، مما أضعف هيبة المجموعة بشكل كبير.
الأزمة الحالية ليست مفاجئة للمحللين، فمجموعة السبع التي كانت تتحكم بنحو 70% من الاقتصاد العالمي في تسعينيات القرن الماضي، لم تعد تمثل سوى حوالي 40% اليوم. صعود الصين والهند ودول الاقتصادات الناشئة غير معادلة القوى العالمية، بينما تعاني دول المجموعة نفسها من مشاكل اقتصادية واجتماعية داخلية تحد من قدرتها على القيادة العالمية.
ردود الفعل الدولية على فشل القمة كانت لافتة، حيث سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من “عجز الدول الغربية عن الاتفاق”، بينما وصفت وسائل الإعلام الصينية المجموعة بأنها “نادٍ للعجزة”. في المقابل، عبرت دول الجنوب عن قناعة متزايدة بضرورة إصلاح النظام الدولي ليعكس توازنات القوى الجديدة.
المستقبل يبدو قاتماً لمجموعة السبع في ظل هذه الظروف. احتمالية انسحاب الولايات المتحدة تلوح في الأفق مع استمرار سياسة ترامب “أمريكا أولاً”، بينما تسعى أوروبا لبناء تحالفات بديلة، التحدي الأكبر يتمثل في قدرة المجموعة على التكيف مع النظام الدولي الجديد، أو أنها ستنضم إلى قائمة المنظمات الدولية التي فقدت جدواها التاريخية.