القاهرة – (رياليست عربي): تلقت جماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر وروسيا، ضربة جديدة خلخلة التنظيم من الداخل بعد فشل الدعوات لمظاهرات 11/11 بالقاهرة، وقد سيطر الهدوء على الشارع المصري ولم يستجب المواطن العادي لتلك الدعوات، بعدما استغل عناصر الجماعة الأوضاع الاقتصادية التي تراجعت داخلياً نتيجة قيود كورونا ومن بعدها العملية العسكرية الروسية لتحرير دونباس فى أوكرانيا.
جند عناصر الإخوان في الخارج على مدار الأسابيع الماضية، المنصات الإعلامية وحسابات السوشيال ميديا المجهولة والمعلومة بهدف تأجيج غضب المواطن المصري، وتحريضه على الخروج في تظاهرات تمكنهم من العودة للسيطرة على مجريات الحياة السياسية ودخول قصر الاتحادية خلفا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي جندت أبواق الجماعة الإرهابية أهدافها إزاحته من منصبه حال نجاح تلك الدعوات.
خيب الشارع المصري الآمال التي عقدها عناصر الجماعة الهاربين الى خارج القطر المصري، يعيشون حياة مرفهة ويجنون مكاسب مالية نتيجة تبني الخطاب الثوري ومعارضة النظام المصري عن بعد بدون تواجد حقيقي، في انتظار إراقة الدماء بين الشعب وقوات الأمن والعودة لتقديم أنفسهم كصناع لتلك الثورة المزعومة التي تم التخطيط خلالها خلف الشاشات، وترقبوا الفوضى الشعبية والصدام الأمني ليفتح لهم باب العودة.
عدم الانصياع لتلك الدعوات جاء بمثابة القاضية للتنظيم خصوصا الأفرع الخارجية المتمركزة فى العاصمة البريطانية «لندن» ومدينة «إسطنبول» التركية، خاصة أنها جاءت عقب صراع معلن بين الجهات اتضحت صورته الكاملة بعد وفاة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والذي كان يقود جبهة لندن، ويحاول محمود حسين انتزاع دفة قيادة التنظيم، فيما ظهرت جبهة ثالثة يطلق عليها «الكماليون» تنازع الجميع ويغلب على فكرها العمل المسلح.
جماعة الإخوان الآن ليست تنظيماً واحداً له قيادة واحدة معلومة، إنما باتت تنقسم إلى عدد من الجبهات، كل واحدة ترى أنها تمثل «المدرسة التقليدية الإخوانية التي أسسها حسن البنا»، سواء مجموعة إسطنبول أو لندن أو الكماليون، إضافة إلى مجموعة رابعة ما زالت على ولائها لقيادات التنظيم في السجون، وخامسة تتربص بالجميع، وهؤلاء لا يتبعون قيادات الخارج ولا قيادات السجون، ويرون أن التنظيم يحتاج إلى رؤية وقيادة جديدة.
الخلاصة أن التنظيم أصبح يعاني التفكك ولا يستطيع أحد تسمية قائد أوحد له على غرار الماضي، ربما يكون التشبيه الأقرب هو وفاة الجماعة إكلينيكياً وما نراه حالياً مجرد مريض يتحرك جسده بالأجهزة في انتظار إعلان وفاته رسمياً.