واشنطن – (رياليست عربي): بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في التعبير علناً عن قلقها من احتمال من اقتراب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تحقيق انتصار كبير في قلب باريس، إحدى أبرز العواصم الأوروبية، في وقت شديد الحساسية، طبقاً لوكالات أنباء.
في وقت سابق، أشارات الاستطلاعات الأخيرة، أن حظوظ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وهو المرشح البارز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كانت مرتفعة على خلفية مساعيه لحل الأزمة الروسية – الأوكرانية دبلوماسياً، لكن ما لبث أن خفت بريق هذا الأمر بعد بدء معاناة الشعب الفرنسي من تداعيات الحرب الاقتصادية عليه خاصة بعد فرض عقوبات شديدة على روسيا، فرنسا شريك رئيسي بها، لتصعد حظوظ اليمين والذي رفع أسهم مارين لوبان المقربة من الكرملين.
بالتالي، اليوم هناك قلق يتصاعد داخل إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بشأن استطلاعات الرأي الحديثة للانتخابات الفرنسية التي تظهر تقلص الفارق بين مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان والرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون.
ويأتي هذا القلق مع إمكانية فوز لوبان المتعاطفة مع روسيا، الأمر الذي تعتبره الولايات المتحدة أنه من الممكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار التحالف الغربي المناهض لموسكو في الحرب الأوكرانية، وخاصة إحداث انقلاب في موقف فرنسا القيادي على الصعيد الأوروبي.
وبحسب أكثر من مصدر أمريكي في إدارة بايدن، أن احتمال فوز لوبان، قد يدفع بقية قادة حلف “الناتو” إلى التردد بشأن البقاء في الحلف، حيث يراقب المسؤولون الأميركيون بحذر احتمال أن يتدخل الروس في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقررة الأحد.
وتظهر استطلاعات الرأي أن لوبان وماكرون سيتأهلان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 24 أبريل/ نيسان الجاري.
وما يقلق الأميركيين أن لوبان أبدت إعجابها ببوتن والتقته في موسكو عام 2017، ورغم أنها نأت بنفسها عن الرئيس الروسي في الحرب الحالية المندلعة في أوكرانيا، لكنها تحدثت بتعاطف عن منطق بوتين للحرب ورفضت بعض العقوبات الغربية على موسكو.