واشنطن – (رياليست عربي): ترفض الولايات المتحدة، على عكس حلفائها الأوروبيين، وصف ما يحدث في نيامي بالانقلاب العسكري، على أمل التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، إن الخط الناعم الذي تتبعه واشنطن، التي تعارض التدخل العسكري للدول الأفريقية في النيجر، يثير غضب باريس، فـ كيف سيؤثر ذلك على العلاقات الإضافية بين الحليفين؟
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر: في الوقت الحالي، لا أتابع أي طلبات لسحب الجيش الأمريكي، من البلاد، لم يتغير ترتيب قواتنا، مرة أخرى، نركز على حماية قواتنا والعمل مع الجيش النيجيري في قواعد في ذلك البلد للحفاظ على عمل تلك القواعد، وأكد الجيش الأمريكي أن واشنطن “لا تزال تركز الآن على الحل الدبلوماسي” في النيجر.
ويأتي هذا التعليق وسط مخاوف من أن استيلاء الجيش على السلطة في النيجر سيجبر جميع القوات الأجنبية على مغادرة البلاد، وطالبت السلطات الجديدة فرنسا بسحب وحداتها بحلول أوائل سبتمبر، وفي باريس، اعتبر هذا الأمر غير مقبول.
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة، التي لديها 1100 جندي في النيجر، وتتمتع أيضاً بإمكانية الوصول إلى القاعدة الجوية 201 بالقرب من مدينة أغاديز على أطراف الصحراء الكبرى، حيث يوجد أسطول كبير من الطائرات بدون طيار القتالية والاستطلاعية، والقاعدة الجوية 101 بالقرب من عاصمة النيجر نيامي، من انتقادات حادة يرفضون مخاطبة السلطات الجديدة.
ويتعارض هذا الموقف مع سياسة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس). وقالت المنظمة إن معظم أفراد الطائفة على استعداد لإرسال قوات إلى النيجر. كما عارض الاتحاد الأوروبي الحكومة الجديدة. وأعلنت بروكسل استعدادها لدعم عملية عسكرية ضد دولة إفريقية.
الآن، باريس منزعجة بشكل خاص من موقف واشنطن تجاه ما يحدث في النيجر، حيث أن الولايات المتحدة لم تستخدم مصطلح “الانقلاب” عند وصف تغيير النظام في دولة أفريقية، ينسجم فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل جيد مع رئيس أركان جيش النيجر الجديد موسى سالو بارمو.
الجنرال درس في الولايات المتحدة ومعروف بآرائه المناهضة لفرنسا. وفي باريس، يشكون من أنه في واشنطن “لم تُقال كلمة واحدة دفاعاً عن المبادئ والقيم الديمقراطية” في النيجر، وهو ما يمكن اعتباره تشجيعاً للانقلابات العسكرية في بلدان أفريقية أخرى.
وبالتالي، فإن الانقلاب في النيجر يجلب توترات جديدة بين فرنسا والولايات المتحدة.
بالنتيجة، إن هذا الوضع يشير إلى تغير في ميزان القوى في المنطقة ويسلط الضوء على الاختلافات بين مصالح باريس وواشنطن، وترفض فرنسا التعامل مع المجلس العسكري وتدعم بقوة منظمة إقليمية تهدد بالتدخل العسكري، خاصة بعد أن أرسلت الولايات المتحدة سفيراً للقاء قيادة المجلس العسكري وامتنعت عن الإعلان رسمياً عن الانقلاب، وأصرت على أنه لا يزال هناك مسار تفاوضي لاستعادة الديمقراطية.
بالتالي، إن المخاطر بالنسبة لفرنسا في النيجر أعلى بكثير منها بالنسبة لواشنطن، وقال كاميرون هدسون، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في أفريقيا، إن هذه هزيمة نفسية واستراتيجية لفرنسا، إن الأمريكيين مهتمون في المقام الأول بالحفاظ على قواعدهم، حيث توجد طائرات بدون طيار تراقب منطقة الساحل.