أعربت روسيا، عن عدم توقعها تحقيق “انفراجة سريعة” في محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة أشارت إلى أنها ستعقد قريباً في العاصمة المصرية القاهرة بشأن استئناف عمليات التفتيش على أسلحة نووية وذلك بموجب معاهدة “نيو ستارت”، فيما اعتبر مسؤولون أميركيون المحادثات “خطوة أولى لإحياء أجندات البلدين للحد من التسلح”.
وقلل نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف من الآمال المعلقة على تحقيق انفراجة في الاجتماع الذي قال إنه “سيعقد في أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر في العاصمة المصرية”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن ريابكوف قوله “هذه ليست مشكلة وليدة اليوم أو الأمس وسيكون من الصعب للغاية حلها في بضعة أيام”.
ووافقت الدولتان في مارس 2020 على وقف عمليات التفتيش المتبادلة بموجب معاهدة “نيو ستارت”، وهي آخر معاهدة متبقية بشأن الحد من الترسانة النووية الاستراتيجية في البلدين، بسبب جائحة فيروس كورونا. ومنذ ذلك الحين أخفقت الدولتان في التوصل لاتفاق بشأن استئناف تلك العمليات.
وحقيقة أن المحادثات ستعقد من الأساس مؤشر على أن الجانبين يريدان على الأقل الحفاظ على الحوار في وقت تسببت فيه حرب روسيا في أوكرانيا في تدهور حاد للعلاقات بينهما لتصل لنقطة مواجهة هي الأسوأ في الـ60 عاماً الماضية.
نقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن المحادثات التي ستجرى في القاهرة “تمثل خطوة أولى لإحياء أجندتي البلدين المشتركة للحد من التسلح (النووي)، وذلك منذ أن أوقف الرئيس الأميركي جو بايدن الحوار مع موسكو على خلفية غزو أوكرانيا”.
واعتبرت المجلة أن المحادثات تكشف عن مدى رغبة الإدارة الأميركية في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن بعض قضايا السياسة الخارجية رغم فرض واشنطن عقوبات “مدمرة” على موسكو.
وأشار مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون مطلعون على الأمر للمجلة، إلى أن إحياء محادثات “نيو ستارت” كان “هدفاً للبيت الأبيض ووزارة الخارجية منذ بداية الصيف”، لافتين إلى أن واشنطن تعمل على تحديد موعد مع موسكو منذ “أشهر”.
ورحبت نائبة الأمين العام السابقة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” وكبيرة المفاوضيين الأميركيين للحد من التسلح النووي روز جوتمولر والتي سبق أن ساعدت في مفاوضات معاهدة “نيو ستارت”، بالخطوة، وقالت إن “المحادثات النووية لا ينبغي النظر إليها كنوع من أنواع التنازل لروسيا”.
وذكرت أنه “لا يمكننا دائماً اختيار من نتفاوض معه، ولكن إذا كانت لدينا مشكلة تتعلق بأمننا القومي، فيجب حلها”، لكنها أضافت: “لقد توصلنا إلى اتفاقيات مع الروس رغم مرور العلاقات بلحظات عصيبة”، بحسب ما نقلته “فورين بوليسي”.