موسكو – (رياليست عربي): زاد منسوب الحديث عن صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل، أيام أو شهور قليلة تفصل منطقة الشرق الأوسط، عن إعلان اتفاقية يصفها الجانب الأميركي عراب المفاوضات بـ«التاريخية» لكن المؤكد رغم الشرط النووي والتشكيك، باتت الرياض وتل أبيب على مقربة من الخطوة الرسمية، الغير بعيدة عن انتخابات الرئاسة الأميركية.
من جهة يريد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، تحقيق الانجاز بتوقيع تلك الصفقة في عهده، لكن الترجيحات تشير إلى تمهل الجميع لحين وصول خليفته المحتمل الجمهوري دونالد ترامب، إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، خاصة أن الأخير يعد مهندس اتفاقات أبراهام بين إسرائيل والعواصم العربية المختلفة.
وفى ظل توتر العلاقات بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع إدارة بايدن منذ وصوله إلى السلطة خلفاً لـ ترامب، ترجح الأوساط السياسية تنازل أو تخفيف الشروط السعودية مقابل الموافقة على التطبيع، لكن يتفق الجميع أن الإعلان وشيك وليس بعيد.
وكان مسؤولون أمنيون إسرائيليون عبروا عن رفضهم اتفاقا يمنح السعودية القدرة على تخصيب اليورانيوم، حتى ولو كان تحت مظلة أميركية.
وقالوا في تصريحات لهيئة البث «كان»: إن “رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للسلام مع السعودية من خلال اتفاقية تطبيع العلاقات معها هي بالفعل (شرق أوسط جديد)، لكننا نخشى أن يكون في إطاره قدرة المملكة على تخصيب اليورانيوم”.
ومن جانبه أكد رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، تأييده لاتفاق التطبيع مع السعودية، لكنه في الوقت ذاته يعارض السماح للرياض بتخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن هذا يهدد أمن إسرائيل، كما أنه سيدفع الأتراك والمصريين لتسريع تخصيب اليورانيوم والتخلي عن الاتفاقيات الموقعة.
الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، كتب لصحيفة «هآرتس» العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه الآن فرصة العمر التي لم يخلقها في حياته المهنية بل سقطت في حضنه كهدية ذهبية من واشنطن والرياض.
وقال الكاتب، إن نتنياهو لا يستطيع التصرف مع هذه الفرصة أو إحباطها، لكن لديه فرصة أخيرة للتكفير عن أخطائه وخطاياه.
وأضاف، “قد يفترض المرء أن نتنياهو يفهم ذلك، لكن ليس من المؤكد أن نتنياهو 2023، شمشون المحلوق جزء من شعره، لا يزال قادرا على القيام بما هو مطلوب الآن من رئيس وزراء إسرائيلي.”
ورأى الكاتب، أن الصفقة السعودية صفقة فاسدة مع نظام فاسد، الدوافع التي تحركها معقدة، وشركاؤها مشبوهون، وفرصها غامضة قبل كل شيء، فهي بمثابة طريق آخر لتجاوز الفلسطينيين، كما كان الحال مع سابقتها، اتفاقيات إبراهيم.
وحذر من أنه إذا تم التوقيع على الصفقة، فسيتم ترك الفلسطينيين جانباً وهم ينزفون مرة أخرى، وسيُتركون لمصيرهم، وحيدين وعاجزين، الفصل العنصري الذي هزمهم بالفعل منذ فترة طويلة، سيهزمهم سواء بالصفقة السعودية أو بدونها.
وأضاف، سوف ينتصر الفصل العنصري في كل الأحوال، لأن إسرائيل تريد ذلك. وحتى السلطة الفلسطينية تدرك على ما يبدو أنه لا جدوى من معارضة الصفقة، وأنه من الأفضل استخراج أي فتاة محتمل منها. “
وأوضح الكاتب، أن امتناع عن التوقيع على الصفقة بسبب المخاوف بشأن الفلسطينيين أمر مثير للسخرية، فوضع الفلسطينيين يائس، مع أو بدون موافقة سعودية، والفصل العنصري مستمر بغض النظر عن الصفقة.
وأوضح الكاتب، أن اليمين الإسرائيلي سيقول لا للصفقة بسبب ما يرونه تقديم تنازلات للفلسطينيين، وقد قال يسار الوسط الإسرائيلي بالفعل لا بسبب العنصر النووي في الصفقة، كما أعرب زعيم المعارضة يائير لابيد بالفعل عن اعتراضاته، مما يثبت أن المعارضة للصفقات الدبلوماسية موجودة في جناحي اليمين واليسار في إسرائيل.