الرياض – (رياليست عربي): يبدو أن الحوار السعودي – الإيراني بين الرياض وطهران، بدأ يأخذ منحى جديد، وذلك بعد الإعلان عن تطور مهم في ملف الحرب اليمنية، اتضح مع ما كشفه مسؤول سعودي رفيع المستوى عن أن السفير الإيراني لدى اليمن غادر العاصمة صنعاء أمس السبت في طائرة عراقية، سمح لها السعوديون بالهبوط والإقلاع من مطار المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وجاءت مغادرة سفير ايران، الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة الحوثيين وتدعمهم، بطلب من جماعة “أنصار الله” وفي ظل ظروف غامضة إذ لم تتضح الأسباب وراء رغبة الحوثيين في رحيل السفير، وعلى الرغم من أن المغادرة جاءت لأسباب مرضية، إلا أن هذا التنسيق وسط وساطات من سلطة عمان والعراق، يعتبر فتح باب مباشر بين البلدين.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس، إن السفير الإيراني غادر على متن طائرة عراقية وقد يكون حالياً في بغداد، مضيفاً أن موافقة الرياض على السماح برحيله صدرت بعد وساطة عراقية وعمانية بين الحوثيين والسعوديين.
وأكد مسؤول سعودي آخر، إن الإيرانيين أبلغونا عن طريق العمانيين أن سفيرهم مريض بكورونا وأنه يجب أن يخرج لتلقي العلاج، وتابع: “وافقنا على خروجه لاعتبارات إنسانية لكن لا نستطيع أن نؤكد أذا كان مريضاً أم لا”.
من جهته، كتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على تويتر “تفاهم إيراني – سعودي عبر بغداد تم بموجبه نقل السفير الإيراني بصنعاء على متن طائرة عراقية وذلك لظروفه الصحية، وما يرد في وسائل الإعلام من روايات وتكهنات فهي عارية عن الصحة”.
وكانت إيران أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وصول سفيرها إلى صنعاء من دون أن توضح تاريخ وصوله الفعلي أو كيفية حصول ذلك، علما أن مطار العاصمة اليمنية مغلق أمام الرحلات مع فرض تحالف عسكري بقيادة السعودية السيطرة على الأجواء اليمنية.
وكانت قد ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن طلب الحوثيين من السعودية السماح لسفير إيران حسن إيرلو بالمغادرة، يؤشر الى وجود “خلاف كامن” بين جماعة “أنصار الله” وطهران.
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً دامية بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، والمدعوم من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان قد اختتمت في الأردن منذ أيام، المحادثات المستمرة منذ أشهر بين الرياض وطهران، من خلال جلسة الحوار الأمني بين السعودية وإيران بمشاركة خبراء من الجانبين، وناقشت الجلسة التي استضافها المعهد العربي لدراسات الأمن ومقره العاصمة عمان، عدداً من القضايا الأمنية والتقنية ركزت على الحد من تهديد الصواريخ وآليات الإطلاق، والإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين وتحديدا فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، والتعاون في مجال الوقود النووي ومحاور أخرى.