نيودلهي – (رياليست عربي): لم تنته قضية الإساءة للنبي محمد والتي صدرت عن مسؤولين في الحزب الهندي الحاكم باراتيا جاناتا، حيث تنتشر معلومات وتوقعات بأن أنصار هذا الحزب لن يتوقفوا عن التحريض على مسلمي الهند.
في هذا السياق تحدثت وسائل إعلام غربية عن حزب بهارتيا جاناتا (بي جي بي) ورأت أنه يمكنه أن يتجاهل أمريكا ولكن ليس دول الخليج، حيث اشتكت الأخيرة من التصريحات المسيئة للنبي محمد ، ليعلن الحزب الهندي الحاكم سريعاً أن التصريحات من بعض مسؤوليه لا تمثل موقفها الرسمي. وعندما فشلت في تخفيف المشاعر، تحرك الحزب ضد المسؤولتين، نبور شارما، المتحدثة باسم الحزب وعلّق عضويتها، وطرد المسؤولة الإعلامية للحزب بدلهي نافين جيندال.
وحاول الدبلوماسيون الهنود في الخليج التقليل من التعليقات، واعتبارها تمثل “الهامش”، ولا تعكس سياسة الحكومة. وتم استدعاء شارما إلى مركز الشرطة في مومباي، العاصمة التجارية لكي توضح تعليقاتها.
الإعلام الغربي يرى بأن الندم غير العادي يعكس أهمية العلاقة المادية للهند مع دول الخليج وغالبيتها من المسلمين، وهو ما أكده بعض الأكاديميين الهنود، حيث قال نحن بحاجة إليهم أكثر مما هم بحاجة لنا.
فيما قالت أوساط إسلامية في نيودلهي : إن التعصب الديني الذي ينتهجه الحزب الهندوسي الحاكم سيتسبب بأزمات للهند وشعبها، وأولى تلك الأزمات اقتصادية واجتماعية، وأضافت : لدينا علاقات اقتصادية كبيرة جداً مع الدول الإسلامية عموماً والخليج العربي خصوصاً، كما يوجد لدينا ملايين المواطنين الذين يعملون في الخليج، وبالتالي اندلاع أي أزمة سيكون هؤلاء أمام خطر الترحيل، فضلاً عن وجود مشاعر استياء بين مسلمي الهند.
وتوفر دول الخليج ثلثي احتياجات الهند من النفط، وتستضيف 9 ملايين عامل هندي. ولدى هذه الدول القدرة المالية وربما الجاهزية لإلحاق الأذى بمصالح الهند. وطالما نظرت الدول الإسلامية بنوع من القلق للطريقة التي يحاول فيها بي جي بي تحويل الهند إلى دولة هندوسية. لكن هذه أمور محلية، وظلت السياسة الهندية الخارجية محوراً متحرراً من الدين.