القاهرة – (رياليست عربي): عززت الحرب التي تشنها إسرائيل على سكان قطاع غزة، نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في دول الشرق الأوسط التي استقبلت شعوبها تصريحاتها الرسمية بترحاب شديد، بعدما عبر عن رفضه وإدانته للمجازر التى ترتكب ضد المدنيين العزل.
ولاقت تصريحات الإدارة الروسية سواء الصادرة من رأس الدولة، الرئيس بوتين شخصياً، أو وزراء حكومته، ترحب شديد على المستوى السياسي والشعبي، خاصة بعدما استشعرت المنطقة بنظرة الولايات المتحدة الأميركية تجاه الحلفاء الإقليمين، وتجاهل مشاعرهم وتبنى الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، ومنحها رخصة بالقتل لشعب أعزل فوق أراضيها.
ومنذ اندلاع تلك الحرب، تصريحات بوتين، صبت جميعها فى خانة رفض ما يظهر على الشاشات من مجازر مروعة ضد المدنيين، وتأكيده الدائم على حق الفلسطينيين فى أراضيهم التاريخية.
هذه الحالة دفعت المنطقة للمقارنة بين الدفاع الأميركي المفرط عن أوكرانيا، رغم الحقوق التاريخية لروسيا هناك ومخاوفهم المتعلقة بأمنها القومي، فى مقابل التخلي عن مواطنين عزل يقتلون فى قصف جماعي لا يفرق بين مدني ومسلح.
ويقول دبلوماسي عربي رفيع المستوى، إن فلسطين أصبحت نقطة ساخنة جديدة بين أميركا وروسيا، بعدما أثبتت الأخيرة وقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وانحيازها الإيجابي للحقوق بدون تجميل التصريحات وابتعادها عن سياسة العداء للإقليم على غرار ما تفعله أميركا التي باتت لا تخفى عداءها الصريح للعرب، وتبرر كل صراع يتفجر بالحروب الدينية رغم تبنيها الحديث عن الحريات والديمقراطيات، وزعم رفضها الثيوقراطية.
وتوقع توسع نفوذ روسيا السياسي فى دول المنطقة، معتبرا أن صواريخ كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس الفلسطينية، قصفت أثناء عبورها إلى المدن الإسرائيلية ما تبقى من نفوذ لأميركا فى سماء الشرق الأوسط، فهي لم تعد الحليف الموثوق وبرهنت على تخليها عن دول المنطقة فى كل أزمة، ولم يعد لها دورا هناك.