بروكسل – (رياليست عربي): لا يتوقف الأوروبيين، عن إحصاء ألاعيب بريطانيا، التي دائماً ما تدفع دول القارة العجوز إلى إجراءات في مجال حقوق الإنسان واللاجئين، لا يدفعها سوى الأوروبيين فقط، بعد أن تتهرب كعادتها المملكة المتحدة من أي التزامات قد تضع عليها أعباء اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية.
وبريطانيا من الدول التي دائماً ما دفعت الأوروبيين إلى تحمل ملفات إنسانية لاسيما موجات اللجوء التي كان شقاءً كبيراً فيها للسوريين، والعبء الأكبر الآن يأتي من خلال اللاجئين الأوكرانيين في ظل الحرب مع روسيا، لتتهرب لندن مجدداً من مسؤولية تحمل نصيبها من استقبال لاجئين أوكرانيين أو السداد بتعهداتها المالية لدول أوروبية تحملت هذا الملف.
وتعتبر فرنسا من أكثر المتضررين من سياسة عمل بريطانيا مع دول الاتحاد الأوروبي، ويظل بحر المانش أو ما يعرف بـ القنال الإنجليزي، جزءاً كبيراً من خلافات باريس ولندن، ليس بشأن أمور اقتصادية وسيادية وتجارية، ولكن العبور من جانب شمال فرنسا إلى سواحل إنجلترا، الأمر الذي جعل فرنسا لا تبذل جهوداً وتكاليف في منع لاجئين أفارقة وعرب وأوكرانيين ومن شرق أوروبا إلى سواحل بريطانيا في هجرة غير شرعية، في ظل عدم مشاركة بريطانيا مع دول أوروبا في تحمل الفواتير الاقتصادية والمعيشية للاجئين على أقل تقدير كما كانت متعهدة.
وتخطى عدد المهاجرين غير النظاميين الذين عبروا منذ بداية العام بحر المانش إلى بريطانيا 20 ألفاً وفق أرقام نشرت مع اقتراب هذا المجموع من مستوى قياسي جديد بالرغم من خطط الحكومة البريطانية المتتالية للجم هذه الظاهرة.
وأفادت وزارة الدفاع بأن 607 أشخاص قاموا السبت الماضي برحلة العبور الخطرة هذه بواسطة زوارق صغيرة خاضت هذا المسلك البحري الشديد الحركة، في مجموع يومي هو من الأعلى هذه السنة.
وبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين عبروا المانش 20017 منذ بداية السنة، في مقابل 11300 في الفترة عينها من العام الماضي، وفي العام 2021 بأكمله، وصل 28500 شخص إلى بريطانيا عن طريق المانش، وهو مجموع قياسي جديد منذ ازدياد هذه الرحلات في 2018 في ظل تشديد الرقابة على مرفأ كاليه في فرنسا ونفق المانش.
وأفاد تقرير برلماني بريطاني حديث بأن المجموع قد يرتفع هذه السنة إلى 60 ألفا، بالرغم من الوعود التي ما انفكت الحكومة البريطانية المحافظة تطلقها، ووضعت هذه المسألة في قلب أولوياتها منذ خروج البلد من الاتحاد الأوروبي.
أبرمت لندن اتفاقاً أثار جدلاً محموماً مع رواندا كي ترسل إلى هذا البلد الواقع في الشرق الإفريقي طالبي لجوء وصلوا إلى أراضيها من دون مراعاة القوانين اللازمة، وصحيح أن ما من لاجئ رحل بعد بموجب هذا الاتفاق وأن الرحلة الجوية الأولى التي خطط لها في يونيو/ حزيران ألغيت بموجب قرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، غير أن المرشحين لخلافة بوريس جونسون، وهما ريشي سوناك وليز تراس، تعهدا بالسير على هذا المسار.