الدوحة – (رياليست عربي): منذ أيام خرج أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، معبراً عن غضبه للمرة الأولى من الحملة الممنهجة التي تستهدف بلاده منذ فوزها باستضافة بطولة كأس العالم، حديث الأمير الغاضب جاء مغايراً لسلوكه السياسي المعروف عنه بحرصه على التزام الصمت وعدم الانجرار لمعارك كلامية وترك هذه المهمة لوزارة الخارجية القطرية.
وقتها قال أمير قطر: إن “بلاده تعرضت منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف للبطولة، وإنها تعاملت مع الأمر في البداية بحسن نية، بل رأت أن بعض النقد إيجابي ومفيد”.
وزاد، لكن ما لبث أن تبيّن لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة منذ فوزنا بشرف تنظيم كأس العالم.
مؤخراً تماهياً مع هذه الحملة الممنهجة ضد قطر التي اشتكى منها أمير الدولة، دخلت الدوحة وبرلين في نزاع دبلوماسي متعلق بذات السياق، بعدما صرحت وزيرة داخلية ألمانيا نانسي فيزر، بتصريحات تخلت فيها عن دور وزارتها وتطرقت لملف حقوق الإنسان في قطر منتقدة استضافتها لبطولة كأس العالم، وبررت ذلك بالملف يجيد الغرب استخدامها لابتزاز الدول -حقوق الإنسان- الأمر الذي دفع السلطات القطرية لاستدعاء سفير برلين في سابقة هي الأولى من نوعها لتسليمه مذكرة احتجاج على تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية.
قبل ذلك استغلت المنظمات الغربية ملف المثليين في ممارسة ضغوطات على الجانب القطري، واعتادت أيضاً هذه الأذرع التي تعمل بتعليمات من أميركا والعواصم الغربية في نشر تقارير على مدار الفترة الماضية متعلقة بتعامل السلطات القطرية مع عمال بناء منشآت كأس العالم، ومع فشل التلاعب بملف العمالة وأيضاً حرارة الأجواء في الدولة الشرق أوسطية، لدرجة الترويج لسحب الاستضافة من الدوحة ونقل البطولة إلى لندن، زادت الحملة مؤخرا قبيل أيام من انطلاق البطولة العالمية من خلال خرق المحظور في مجتمع إسلامي بتكثيف الحديث عن حقوق المثليين.
ووفق معلومات موثوقة، إن الحملة زادت شراسة مؤخراً على خلفية رفض السلطات القطرية الانحياز للجانب الأميركي في رؤيته العدائية تجاه العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس، بتصريحات ضد روسيا مرضية للمعسكر الذي تقوده واشنطن، كما أكد الأمير تميم بن حمد في أكثر مناسبة عدم قدرة بلاده على تعويض أوروبا بالغاز الطبيعي في ظل وقف الإمدادات من روسيا، إضافة إلى ذلك تقاربه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحرصه في جميع حواراته وكلماته على رفض العقوبات ضد موسكو ومطالبته بحلول سياسية للأزمة.