القاهرة – (رياليست عربي). توصلت إسرائيل وحركة حماس، الأربعاء، إلى اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في أول مرحلة من خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف شخص وغيّرت موازين القوى الإقليمية.
وتم التوصل إلى الاختراق الدبلوماسي في مفاوضات غير مباشرة بالقاهرة، بعد يوم واحد من الذكرى الثانية لهجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل الحملة العسكرية الإسرائيلية الواسعة.
وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «أنا فخور بالإعلان أن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطة السلام. سيتم قريباً الإفراج عن جميع الرهائن، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خطوط متفق عليها كخطوة أولى نحو سلام دائم ومستقر».
تفاصيل غامضة ومخاوف من انهيار الهدنة
رغم الترحيب الواسع، لا تزال تفاصيل الاتفاق غامضة، إذ لم تُحدد بعد جداول الانسحاب الإسرائيلي أو ترتيبات الحكم في غزة أو مستقبل حركة حماس السياسي. وفشلت محاولات سابقة في هذه المرحلة الدقيقة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على مجلس الوزراء للمصادقة الخميس، قائلاً: «مع اعتماد المرحلة الأولى من الخطة، سيُعاد جميع رهائننا إلى الوطن. إنه نصر وطني وأخلاقي لدولة إسرائيل».
من جانبها، أعلنت حماس في بيان منفصل أن الاتفاق يشمل انسحاباً إسرائيلياً من قطاع غزة وتبادلاً للأسرى، مؤكدة أن «تضحيات شعبنا لن تذهب سدى، وسنظل متمسكين بحقوقنا الوطنية حتى نيل الحرية والاستقلال».
ووفقاً للسلطات في غزة، فقد قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب، بينما تقول إسرائيل إن 1,200 شخص لقوا مصرعهم في هجوم حماس الأول وأُسر 251 آخرون، من بينهم 48 رهينة لا يزال 20 منهم على قيد الحياة.
إطلاق الأسرى خلال 72 ساعة
عقب إعلان الاتفاق، عمت الاحتفالات شوارع غزة وتل أبيب، حيث تجمع أهالي الأسرى في «ساحة الرهائن» بتل أبيب. وقال حاتن أنغريست، والد أحد الأسرى: «أطفالنا لن يعودوا لولا الرئيس ترامب».
وأكد مسؤول في حماس أن الإفراج عن الأسرى الأحياء سيتم خلال 72 ساعة من مصادقة الحكومة الإسرائيلية، بينما ستستغرق عملية استعادة جثامين القتلى وقتاً أطول.
ورغم وقف إطلاق النار، حذّرت الجيش الإسرائيلي السكان من أن «بعض مناطق غزة ما زالت مناطق قتال خطيرة».
ردود فعل دولية وخطوات مقبلة
أجرى ترامب ونتنياهو اتصالاً هاتفياً وصفاه بأنه «إنجاز تاريخي»، ودعا نتنياهو الرئيس الأميركي إلى إلقاء خطاب أمام الكنيست في وقت لاحق من الشهر الجاري.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين إلى الالتزام الكامل بالاتفاق وضمان دخول المساعدات الإنسانية فوراً ودون عوائق إلى القطاع، قائلاً: «يجب أن تنتهي المعاناة الآن».
وتتضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام إنشاء إدارة دولية لقطاع غزة برئاسته، بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، على أن تُمهد لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة — وهو خيار يرفضه نتنياهو حتى الآن.
أما حماس فأكدت رفضها لأي إدارة أجنبية لغزة، مشددة على أنها لن تسلّم السلطة إلا لحكومة فلسطينية تكنوقراطية مدعومة عربياً وإسلامياً.
ومع ذلك، يُعد الاتفاق أقرب خطوة نحو وقف دائم لإطلاق النار منذ بداية الحرب — خطوة هشة، لكنها قد تمثل بداية لسلام جديد في الشرق الأوسط كما وصفه ترامب.






