دبلن – (رياليست عربي): كشف زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن الأخيرة إلى إيرلندا الشمالية، الخلاف المكتوم والحلقة الأضعف في العلاقات الأميركية البريطانية، الزيارة التي تمت أبريل/نيسان الماضي، عكست حجم الدعم الذي تقدمها الولايات المتحدة وإيرلندا مكايدة في المملكة المتحدة.
وبالرغم من العلاقات القوية التي تربط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تبقى أزمة أيرلندا الشمالية مشكلة عالقة وطعنه في الظهر يرتكبها الحليف الأميركي في حق تابعة الأوروبي.
وتصطف الإدارة الأميركية، إلى جانب الاتحاد الأوروبي في أزمة بروتوكول أيرلندا، والذي يعتبر ضمن مفاوضات البريكست بين لندن وبروكسيل، وقبل خروج بريطانيا من الاتحاد، كان من السهل نقل البضائع عبر الحدود، إذ كان كلا الجانبين يطبق قواعد الاتحاد نفسها.
لكن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت هناك حاجة لنظام جديد لأن الجمهورية الأيرلندية عضو في الاتحاد، في حين أن أيرلندا الشمالية ليست كذلك و كلا الجانبين (المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي) وقع على بروتوكول أيرلندا الشمالية في إطار اتفاقية الخروج.
وتسببت أزمة أيرلندا الشمالية والدعم الكبير الذي الحليفة الأميركية في خلاف كبير بين إدارة بايدن ورؤساء الحكومة البريطانية، وضخت واشنطن عديد من الاستثمارات هناك، فى مؤشر على غدر قادم بالملف الذي بات يمثل شوكة في ظهر لندن.
ويولي جو بايدن أهمية كبيرة لتراثه الأيرلندي، وأي شيء يمكن أن يهدد اتفاقية الجمعة العظيمة للإسلام هناك يعتبر مرفوضا من قبل أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، الذين يرون أن الولايات المتحدة لعبت دورا أساسيا في إنهاء العنف السياسي في أيرلندا الشمالية، خاصة أن رجل البيت الأبيض، اعترف بأن جذوره وأصول أجداده تعود إلى أيرلندا، الأمر الذي يعطي هذه القضية طابع خاص وإضافة له.
اتفاق الجمعة العظيمة أو اتفاق بلفاست هو اتفاق تم التوقيع عليه سنة 1998 بين بريطانيا وإيرلندا وأحزاب سياسية، يدعو الاتفاق البروتستانت إلى تقاسم السلطة السياسية مع الأقلية الكاثوليكية وتعطي جمهورية أيرلندا رأيًا في شؤون إيرلندا الشمالية. يهدف اتفاق الجمعة العظيمة إلى وضع حد للنزاع في صورة نهائية، وتحقيق التعايش السلمي بين طوائف إيرلندا الشمالية، وبينها وبين جمهورية أيرلندا.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن من أيرلندا الشمالية القوى السياسية المحليّة لتجاوز انقساماتها، وإنهاء شلل مؤسّساتي تعاني منه المقاطعة البريطانية بعد ربع قرن من توقيع اتفاقيات السلام.
ومن جانبها قالت أستاذ العلاقات الدولية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؛ مؤسس ومدير وحدة الدراسات الروسية في جامعة القاهرة، د. نورهان الشيخ: إن مشكلة إيرلندا الشمالية هي جزء من التحديات التي تواجه بريطانيا، لرغبة الأولى في الاستقلال عن المملكة المتحدة، مما يشكل تهديد كبير للأمن القومي البريطاني ووحدة المملكة.
خلال السنوات الماضية وفق نورهان الشيخ، تصاعدت أصوات في أجزاء من المملكة المتحدة تطالب بالاستقلال، شملت اسكتلندا وأيرلندا، الأمر الذي تسبب في ظهور جماعات وحركات تنادي بالاستقلال عرفت باسم «الجيش الجمهوري الإيرلندي»، والذي يصنفه بريطانيا على أنه جماعة إرهابية.
تلك الجماعات تلجأ إلى استخدام السلاح والعنف لذلك تنظر إليها بريطانيا على أنها تهديد للأمن القومي، وتلجأ للبعد التنموي لتحقيق رضا شعبي وكسب تأييد البقاء كجزء ضمن المملكة المتحدة، وذلك من خلال إنشاء العديد من المشروعات التي تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.. خشية الوصول إلى الاستقلال النهائي بعد الحكم الذاتي الذي حصلت عليه فى تسعينات القرن الماضي.
وبينت إن واشنطن تدعم أيرلندا الشمالية في حق تقرير مصيرها على الرغم من أن بريطانيا حليف قوي لها، وبالتالي فالموقف الأميركي في هذه الأزمة ضبابي إلى حد كبير، ومن ضمن سياسة الإدارة الأمريكية إيجاد أوراق ضغط حتى على الحلفاء بهدف ضمان الولاء، واعتادت على المناورة بالإبقاء على قنوات اتصال مع جميع التيارات السياسية في المناطق المستهدفة بالضغوطات سواء الأنظمة أو المعارضة على حدا سواء.