طرابلس – (رياليست عربي): تتصاعد التهديدات من عدة شخصيات قيادية في تيار الإسلام السياسي في ليبيا، وتتعاقب التصريحات من قيادات هذه التنظيمات التي تتمركز في أهم مدن غرب ليبيا ابتداء من مصراته شرق طرابلس، مروراً بالعاصمة ووصولاً للزاوية غربها.
وبينما يطمح الليبيون وكذلك المجتمع الدولي لإنهاء حقبة سوداء عاشتها البلاد وذلك بالوصول لسلطة دائمة عبر الانتخابات، تواصل هذه الشخصيات والتيارات المتشددة بالتلويح الإخوان بالحرب والتهديد المسبق برفض نتائج الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.
وبحسب ما تصرح به قيادات التيارات المتشددة علانية، هو أنها لن تعترف أو تخضع لأي نتائج، إن لم تكن تصب في اتجاه واحد يتمثل في فوز مرشحيهم في هذه الانتخابات.
ويظهر توجه هذه التيارات بوضوح في عدة تصريحات منها ما أعلنه رئيس ما يعرف بـ”المجلس الأعلى للدولة” المنتمي لجماعة الإخوان خالد المشري، بكل وضوح حول إمكانية فوز القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بالانتخابات الرئاسية بقوله، “لن يكون حفتر رئيساً لليبيا ولو على جثث الليبيين”، مضيفاً في تصريحات له الجمعة الماضية بأنه “إذا جاء حفتر رئيساً فإن المنطقة الغربية ستقاوم بقوة السلاح”.
ويرى متابعون للمشهد الليبي بأن تنظيم الإخوان لا ينظر لاستقرار ليبيا، إلا وفق مصالحه، ولن يتعامل مع أي مخرجات انتخابية إلا إذا كانت تمثل تنظيمهم وتحفظ مصالح جماعتهم.
وأشار المتابعون في تصريحات لوكالة “رياليست” بأن هذه التصريحات تأتي تخوفاً من هذه التيارات وقياداتها، من نتيجة واحدة، وهي فوز مرشح القيادة العامة للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، والذي يجد مساندة قوية في غرب ليبيا رغم أن هذه المساندة “صامتة” حتى الآن خوفاً من بطش المليشيات المسلحة التي تقودها هذه التيارات المتطرفة.
ويذهب المتابعون للشأن الليبي، بأن هذه التصريحات تعطي دليلاً واضحاً للمجتمع الدولي على أن الإسلام السياسي هو الخطر الدائم، على وحدة ليبيا وأمنها وسلامتها، وفي حالة صمت العالم عن هذه التصريحات ستؤدي بكل تأكيد إلى مؤشر خطير من نتائجه الانقسام السياسي، وهذه المرة سيؤدي هذا الانقسام إلى حرب شاملة يصعب التكهن بنتائجها، أو أنها ستؤدي إلى انقسام ليبيا إلى عدة دول متناحرة.
ويرى الليبيون، في تصريحات قيادات التيار الإسلامي المتشدد في ليبيا بأنها دليلاً على أن تيار الإسلام السياسي في ليبيا إقصائي، ويريد الاستحواذ منفرداً على السلطة، وكذلك إحراج المجتمع الدولي والولايات المتحدة التي توعدت بفرض عقوبات على المعرقلين.
ومع يقين تيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسه مجموعات تابعة لجماعة الإخوان في ليبيا، بأن فرصة نجاحهم في الانتخابات ضئيلة جداً، لذلك سيسعون لإحداث حالة من الفوضى، وعدم الاستقرار السياسي، والأمني، وبالتالي تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو ما يؤدي إلى بقاء الأجسام الحالية التي تقع تحت تأثيرهم لأطول فترة ممكنة في السلطة.
ووفق المتابعون للشأن الليبي، فإن الليبيون يوجهون أصابع الاتهام بعدم الجدية في التعامل مع أوضاع البلاد، إلى المجتمع الدولي، والذي لم يتخذ أي إجراء قوي وحاسم، تجاه هذه التيارات التي تعرقل أي توجه لإنهاء الأزمة الليبية.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية، عماد السايح، أشار في تصريحات سابقة له، أن البلاد ستكون دائرة انتخابية واحدة يتنافس فيها كل المرشحين للانتخابات الرئاسية، مؤكداً حاجة الرئيس المقبل لنسبة 51% للفوز بالانتخابات المقبلة.
وأوضح السايح أن المفوضية ستقدم إحاطة شاملة حول مستجدات العملية الانتخابية خلال مؤتمر يوم الأحد الموافق للسابع من نوفمبر 2021، مبيناً أنه سيتم خلاله فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبدء عملية توزيع بطاقات الناخبين.
خاص وكالة رياليست.