القدس – (رياليست عربي): منحت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل الضوء الأخضر لقصف قطاع غزة و شعبه الأعزل، في الوقت الذي تتشدق فيه واشنطن بحقوق الإنسان بغالبية مناطق النزاعات الأخرى، وتلوم على روسيا حماية أمنها القومي بعد التحركات المشبوهة في أوكرانيا، وتلعب بذات الورقة لحشد التعاطف مع تايوان ضد الصين.
ومنذ فجر الجمعة الماضية يعيش سكان قطاع غزة الفلسطيني، على واقع الصواريخ الساقطة من المقاتلات الإسرائيلية لا تفرق بين الشيوخ والأطفال والنساء، بذريعة حماية شعبها من مخططات وتهديدات لحركة الجهاد الإسلامي هناك، ونفذت عملية اغتيال علنية بحق أحد قادة سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد ويدعى تيسير الجعبري.
بعدها انهالت الضربات الإسرائيلية على القطاع وكشف قادة إسرائيل، أن العملية العسكرية التي أطلقت عليها مسمى “الفجر الصامد” مستمرة ولن تكون خاطفة بالرغم من النداءات الدولية لوقف الضربات التي راح ضحيتها أطفال ونساء حصيلة الضحايا في تزايد.
اللافت في الأمر، هو الإعلان الرسمي عن مكالمة هاتفية أجراها وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، مع نظيره الأميركي لويد أوستن حول عملية “الفجر الصادق”، التي يشنها ضد أهداف لحركة الجهاد في قطاع غزة.
ووفق مكتب وزير الجيش الإسرائيلي، إن غانتس قدم لنظيره الأمريكي، إحاطة حول العملية، وتذرع بأن تل أبيب تعمل على حماية نفسها ومواطنيها وستعمل بطريقة مركزة وحازمة ضد الإرهاب.
ووفق مصادر مطلعة أن المكالمة الهاتفية جرت قبل بدء العملية العسكرية على القطاع، ولم تعارض واشنطن شنها رغم الوساطة المصرية التي قام بها الجانب المصري على مدار الأسبوع الماضي للتهدئة، ورغم حصول الوفد المصري الذي سافر للقطاع للوساطة بين الجهاد وتل أبيب، وحصوله من الأخيرة على وعد بالإفراج عن قائدها في شمال الضفة الغربية بسام السعدي (61 عاماً) بطريقة وحشية، كما استجابت الجهاد للوساطة المصرية، لكن رؤية إدارة بايدن كانت التصعيد ونسف أي تفاهمات بهدف اللعب بورقة فلسطين كعادة الولايات المتحدة التاريخية.
وتم اعتقال السعدي، مع صهره ومساعده أشرف الجدع، وأظهرت فيديوهات مراقبة، اعتقال السعدي بطريقة وحشية شملت سحله في الشارع وضربه وعضه عن طريق كلب عسكري أثناء اعتقاله؛ ما أثار غضب “الجهاد”.
ولا يستبعد المراقبون أن العملية العسكرية حسم قرارها وقت زيارة بايدن إلى تل أبيب، بهدف منع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو -معروف بعلاقاته النافذة مع الجمهوريين- من العودة متحالفاً مع الوزير بيني غانتس، الأمر الذي يعني أن لعبة التوازنات بالرصاص بدأت قبل الذهاب لانتخابات الكنيست المقبلة.