بيروت – (رياليست عربي): يبدو أن المغترب اللبناني، سيكون عاملاً حاسماً في الانتخابات النيابية المنتظرة في ظل الأزمات الخانقة الاقتصادية والسياسية والأمنية التي يشهدها لبنان الذي سجلت عملته الرسمية أمام الدولار الأمريكي، أكثر من 25 ألف ليرة، في أدنى معدل تسجله طوال تاريخها.
ومن الواضح أن المغترب اللبناني يريد أن يساهم في تغيير أوضاع بلاده على الرغم من حياته في المهجر، لذلك سجل نحو 245 ألف مغترب لبناني، أسماءهم للاقتراع في الانتخابات النيابية المزمع عقدها في مارس/ آذار (2022)، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في بيروت، مقارنة بـ 92810 في انتخابات عام 2018.
ولكن التساؤل المهم، يتعلق بالدرجة الأولى بدور المغتربين اللبنانيين في شتى أنحاء العالم، والذين يدين الجزء الأكبر منهم بالمسيحية المارونية، في حسم الانتخابات بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، الذي تعود قيادته إلى الرئيس اللبناني الحالي العماد ميشال عون، أو بمعنى أدق، الأغلبية المتعلقة بمقاعد المسيحيين الموارنة في لبنان، وذلك بعد أن بات ما يسمى حكم “العهد” مع الرئيس “عون” هو الأسوأ للشعب اللبناني منذ إعلان الجمهورية في هذا البلد وحصوله على الاستقلال.
وفي هذا الصدد، يحوي استطلاع مازال في طي الإعداد، لمركز دراسات لبناني، تم إلكترونياً مع مغتربين في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وكندا ودول خليجية، على ارتفاع حظوظ حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع، في الانتخابات النيابية المقبلة، ويرجع مغتربين لبنانيين شاركوا في هذا الاستطلاع هذا الاختيار، إلى رفضهم انهيار الدولة اللبنانية التي باتت مؤسساتها الرسمية والعسكرية هي الحلقة الأضعف وسط تصاعد هيمنة نفوذ سلاح حزب الله، والانهيار الاقتصادي الذي لم يشهده لبنان طوال تاريخه، وخراب البنية التحتية والمرافق العامة، وما يعانيه المواطن اللبناني من أوضاع هي الأسوأ، وابتعاد الدعم العربي عن لبنان وخروج الاستثمارات منه.
ويصل عدد المغتربين اللبنانيين في العالم 15 مليون بحسب تقديرات رسمية ترجع إلى عام 2009، ولكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى وصولهم إلى 20 مليون، منهم في البرازيل 7 ملايين بحسب تقديرات في سبتمبر/ أيلول 2015، الأرجنتين 1.5 مليون في يونيو/ حزيران 2007، كولومبيا 700 ألف في يوليو/ تموز 2011، الولايات المتحدة الأمريكية 500 ألف في أغسطس/ آب 2019، المكسيك 400 ألف في فبراير/ شباط 2015، فنزويلا 340 ألف في مارس/ آذار 2019، السعودية 300 ألف في أبريل/ نيسان 2020، كندا 250 ألف في أبريل/ نيسان 2013، فرنسا 225 ألف في مارس/ آذار 2018، استراليا 210 ألف في يوليو/ تموز 2014، الدومينيكان 80 ألف في أغسطس/ آب 2012، وفي الأمارات 90 ألف في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، الاوروغواي 70 ألف في يناير/ كانون الثاني 2009، ألمانيا 50 ألف في أبريل/ نيسان 2019، وهي أعداد مسجلة بشكل رسمي في تلك البلدان مع التواريخ المدرجة بها.
ووسط انهيار اقتصادي متسارع وبعد مرور أكثر من عامين على تظاهرات احتجاج شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة الحاكمة، ينظر كثر إلى الانتخابات التشريعية المقبلة في 27 مارس/ مارس (2022) كفرصة لتحدي النظام رغم إدراكهم أن حظوظ المعارضة لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد أنهكته أزمات متراكمة.
وهذه المرة الثانية التي يتاح فيها للمغتربين اللبنانيين المخولين الاقتراع المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
ويشكك البعض في إمكانية إجراء الانتخابات في الموعد المحدد في مارس/ آذار (2022) جرّاء اعتراض رئيس الجمهورية ميشال عون وحزبه السياسي التيار الوطني الحر وإصرارهما على أن تعقد في مايو/ أيار (2022)، لتضاف عقدة إجراء الانتخابات إلى أزمات سياسية عدة تشهدها البلاد، إذ لم تعقد الحكومة أي اجتماعات منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جراء رفض وزراء حزب الله وحليفته حركة أمل عقد أي جلسة ما لم تكن مخصصة للبت بمصير المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، الذي يتهمانه بالـ”التسييس”.
خاص وكالة رياليست.