القاهرة – (رياليست عربي): زاد منسوب الأزمات التي يسببها تواجد رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، بطريقة باتت مزعجة للمواطن المصري، وتسببت في تبدل مشاعره تجاه المملكة كدولة عربية شقيقة وكأرض مقدسة عزيزة على نفسه.
ومؤخراً دخل تركي آل الشيخ في أزمة جديدة مع الفنان المصري محمد صبحي، صاحب الجماهيرية الكبيرة والذي يملك تاريخاً فنياً يعتز به المشاهد، بعدما سخر منه ووصفه بـ “المشخصاتي”، على خلفية التصريحات التي أدلى بها الأخير أعلن فيها رفضه عرضاً لتقديم عمل مسرحي في الرياض مقابل 4 ملايين دولار تحت شعار الترفيه.
وقال آل الشيخ في تدوينة على صفحته بموقع “تويتر”: والله أنا أبي أعرف إلي عرض الملايين عليه نبي نكشف على قواه العقلية.. عموماً تراجع ولعها افتكروني في السكة بس جت غلط -على حد تعبيره – ووجه الفنان المصري محمد صبحي، رسالة عن مفهوم الأخلاق وأهمية المال، مشيراً إلى أن المال لا يفيد صاحبه إذا كان مفتقراً للأخلاق.
واعتاد رئيس هيئة الترفيه السعودية الدخول في مناطق شائكة لها جماهيرية كبيرة في الشارع المصري، قبل انخراطه مع الوسط الإعلامي والفني، كان قد فخخ العلاقات بين القاهرة والرياض بسبب مناوشاته مع رئيس النادي الأهلي، محمود الخطيب، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة بالقلعة الحمراء، الأمر الذي دفع جماهير الأهلي – يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في القاهرة ويأتي على رأس قائمة الأندية المصرية- للهتاف ضد بعبارات مسيئة في المدرجات.
كما صنع أزمات موازية في الوسط الرياضي، بشراء نادي “بيراميدز” وإشعال المناخ الرياضي بصفقات مليونية خلفت أزمة للأندية الأخرى، وموّل صفقات شراء اللاعبين في نادي “الزمالك” الذي يعد المنافس الأول للأهلي، وفسر المتابعون تعمده تمويل مثل هذه الصفقات من باب مكايدة غريمه التقليدي في بطولة الدوري المصري.
وتعد أزمة تركي آل الشيخ مع المطربة المصرية آمال ماهر، والتي تحدثت أوساط صحفية عند تعرضه للضرب والتنكيل بتحريض شخص منه، علاوة على اعتزاله الفن بسبب ضغوط مارسها على شركات الإنتاج.
ومثّل موسم الرياض الذي يشرف عليه كرئيس لهيئة الترفيه قنبلة موقوتة أخرى لإفساد التحالف الاستراتيجي بين البلدين، في ظل حرصه على استقطاب رموز فنية مصرية معروفة، وخروج تصريحات سببت تراشق شعبي بين القاهرة والرياض، حول دور كلاً منهما التاريخي في الفن.
صحيح أن التنافس بين القوة الناعمة إقليمياً، دليل على المناخ الصحي، لكن حرص المستشار السعودي على تخطي دوره كرئيساً لهيئة تشرف على أنشطة ممولة بأموال سعودية، وبات يستخدم حسابه على منصة تويتر، لتقديم نفسه على أنه تاجر السعادة لأهل الفن ومالك مفاتيح خزائن الدولارات الكفيلة بالإنتاج.
وخرجت أصوات في مصر خلال الأيام الماضية عقب أزمة المستشار السعودي والفنان المصري، تطالب بإبعاد تركي آل الشيخ عن الوسط الفني كما حدث في الرياضة بعد أزمته المتصاعدة مع رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب، خشية إفساد التحالف السياسي الاستراتيجي والتاريخي القائم بين المملكة والقاهرة، وشحن مشاعر الشعبين بالكراهية في وقت تمر به منطقة الشرق الأوسط بمنعطف تاريخي بعد خروجها من ثورات الربيع العربي وتكافح للبقاء في وجه اقتصاديات متصدعة وإرهاب متربص ودولا أخرى تعاني من التشرذم بين فرقاء تبحث حتى الآن عن مؤسسات.
ولتهدئة التشنج الشعبي، قال سفير السعودية لدى مصر، السفير أسامة نقلي، الحضور المصري الكبير للفنون والثقافة في المهرجانات والفعاليات التي تُقيمها السعودية، يحمل معه تقدير بلادي لريادة مصر في هذه المجالات، وتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين التي تسودها المحبة في ظل روابط الدين واللغة وصلة الرحم.
الدبلوماسي السعودي ما دفعه للتعليق هو استشعار خطر توتر العلاقات على المستوى الشعبي، في ظل انتشار واسع لتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تعبّر عن حالة غضب مكتوم ضد تصريحات تركي آل الشيخ، وذهب البعض بخياله إلى نسج مؤامرات تستهدف بلاده من خلال تشويه رموزها الرياضية والفنية والدينية وتشويه تاريخها كحاضنة للفن والثقافة في الإقليم.
خاص وكالة رياليست.