القاهرة – (رياليست عربي): إن تطلع الصين نحو الشرف وبخاصة البلاد العربية حقق توازناً اقتصادياً على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث كانت بكين رائدة في هذا المجال، وهذا ما انعكس خلال زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، تترجم بتوقيع عشرات الاتفاقيات المهمة.
عن هذا الواقع ودور الصين الريادي، أدار الحوار، الصحفي محمد صابرين وكتب النص وأنتجه الأستاذ أحمد مصطفى، خلال لقاء رجل الأعمال والخبير الاقتصادي والسياحي، الأستاذ، هاني يان، للحديث عن التجربة الاجتماعية للمجتمع الصيني من وجهة نظر رجل الأعمال هاني يان، واستعداده للتغيير الأمر الذي انعكس على نجاح تجربته الاقتصادية، فلا يمكن نسخ تجربة من مجتمع لمجتمع آخر لوجود اختلافات ثقافية”، كما أن التطلع باتجاه الشرق يبدو مهماً لجذب استثمارات جديدة اسيوية، وكذلك فتح أسواق سياحية جديدة فما هي الفرص المتاحة والتحديات المحتملة، يجيبنا على هذه التساؤلات هاني يان رجل الأعمال المصري الصيني.
هل يمثل جنوب شرق آسيا الكثير من الفرص هل تتفق وهذا الرأي؟
الخبير الصيني: لدينا فرص واعدة وكبيرة في جنوب شرق آسيا، ولدينا ما يحدث فيها من تجارب كـ ماليزيا وفيتنام وطبعا سنغافورة – ولكن بحكم تكويني، وكوني لي أصول صينية وكـ متخصص يمكن أن أتحدث عن المعجزة الصينية الاقتصادية
لا يحب الآسيويون ذكر كلمة معجزة ولكنها كثير من الإرادة والعمل الشاق، فسر لنا ذلك؟
الخبير الصيني: توجد مقولة معروفة وهي ليست حديث نبوي شريف “إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا – واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا” والإنسان دائما ما يلتصق بإرادته، والمواطن الصيني يعيش حياته كأنه يعيش أبدا، ولهذا هو مهيأ للعمل والحياة والإنتاج والإنجاز، وهذا الاختلاف يكمن في اختلاف الثقافة بين المواطن المصري أو العربي والمواطن الصيني، وهل لو بالفعل أحسنت عملا لن أخذ عليه أجرا في آخرتي، هذا سؤال جدلي جدا، يجب كمواطنين مصريين الإجابة عليه.
كيف نفهم الصين والمجتمع الصيني بجدية؟
هاني يان: يعد فهم البعد الاقتصادي مهم جدا، وكذلك فرص التصدير. فالصين دولة متنوعة بها 56 قومية أكبرها الهان، ولكن ليست ذات فكر قبلي، وإذا رجعنا للتاريخ المعاصر بداية من إمبراطورية (تشي) في نهايتها، ثم وصولا (هو فن) للسلطة، حيث قضى على عصابة الاربعة، وكان معه 2 مهمين (دينج شياو بينج، وهو ياو ياو” فهناك تغير اجتماعي. وكان المجتمع لديه القدرة على التحرك والمرونة. فـ بدون تغير اجتماعي وإعداد المجتمع للتغيير، لا يمكن تحقيق أي شيء، وأيضا لا يمكن طبع تجربة اجتماعية خاصة على أخرى وهذا ما قلته في السؤال السابق.
كنت في فترة عضواً لجمعية رجال الأعمال الصينيين، وعضو جمعية المغتربين الصينيين، فما هي صورة مصر الذهنية لديكم؟
هاني يان: كان يوجد اتفاق استراتيجي في 1999 بين مصر والصين، ولكن هذا الاتفاق التصق بالشعارات أكثر من الإنجازات، تلاه اتفاق استراتيجي في 2014، ويسبقه رؤية طريق الحرير في 2013، وهي رؤية تعاونية محددة ومفصلة، وبها فهم أعمق من كلا الطرفين، وقد تحسن الخطاب المصري واختلف عن السابق، فهو اتفاق استراتيجي كامل فيه استثمارات وبنى تحتية. فالصين لديها طاقات كبيرة في مجال البنى التحتية، وكذلك لديها رغبة كبيرة وفقا لرؤية 2030.
هل يمكن أن تكون أحد الأفكار مثلا ارسال بعثة طرق أبواب، لعرض الفرص المتاحة، ودعوة جمعية رجال الأعمال الصينيين المغتربين لتنظيم فعاليات في مصر؟
الخبير الصيني: تعد الفكرة الأولى جيدة على مستوى المحليات تصلح مثلا بين محافظة ومحافظة وهكذا، أما الفكرة الثانية لتنظيم فعاليات جيدة بالنسبة للسياحة، ولكن غياب استراتيجية محددة هذا ما يعطل بعض الأمور.
كم هو عدد السياح الصينيين القادمين من الصين إلى مصر؟ وإلى أي رقم ممكن ان يصل في المستقبل؟ هل السائح سائح منفق؟
هاني يان: لا توجد إحصائيات محددة تحدد كم من يدخل إلى مصر من الصين، ولكن في 2016 عقدت هناك اتفاقية تبادل ثقافي بين مصر والصين. حيث يتراوح رقم السياح الزائرين لمصر من 10 – 12 مليون في المجمل، وإذا كان عدد السياح الصينيين يبلغ 155 مليون، ويمكن لمصر في المستقبل الحصول على عدد لا يقل عن 3 مليون سائح صيني سنويا، ولكن هذا يحتاج جهد كبير وخطط محددة لنصل لهذا الرقم بالتدريج. بالنسبة لجزئية هل السائح منفق، فإن هذا يتحدد على حسب الباقة السياحية، فهناك شركات منظمة لسياحة الحوافز أو أخرى تنظم سياحة الفعاليات، ولدينا 60 مليون سائح من المغتربين لدينا مناسبات منها أعياد الربيع وهي فترة اجازة كبيرة في الصين ويمكن استغلالها والترويج لها بشكل أفضل كل عام.
هناك طلاب صينيون يسعون للدراسة في الخارج، فهل الجامعات المصرية جاذبة لهم؟
هاني يان: حقيقة لا زالت الصورة الذهنية عن الجامعات المصرية باختلافها غير معروفة بشكل كبير بعد للطالب الصيني والذي يفكر في الدراسة في الجامعات الكبرى والمصنفة ذات الشهرة العالمية، ولكن توجد جامعات مصرية أيضا مع قلتها لديها اتفاقات وبروتوكولات مع جامعات كونفوشيوس، ويوجد تبادل طلابي وبحثي بين الجانبين ونتطلع للمزيد.
كيف يمكن الاستفادة من مبادرة الصين الكونية الحزام والطريق؟
الخبير الصيني: هذه المبادرة بـ الاساس استثمارات بنى تحتية للصين وتقوم على مشاريع قومية عملاقة تستفيد منها الدولة الصينية وشركاتها، وقد أصبحت بعض الشركات الصينية كبيرة بما يكفي من حيث الخبرة والقدرة للصين تشغيل هذه الشركات الكبرى. ولهذه المشاريع أثر اجتماعي كما لها أثر اقتصادي، على سبيل المثال، تهدئة الأمور في منطقة الأويغور عن طريق مبادرة الحزام والتي تبدأ من عندها. أما الحزام البحري لا بد من الاستفادة جيدا منها في محور قناة السويس الجديدة ولدينا مثال شركة تيدا الصينية وتحتاج إلحاح ومتابعة.
هل لديك تصور لرقم مثل اجتذاب 10 مليار دولار كـ استثمارات مباشرة من الصين؟
هاني يان: ليكن في معلومك أن جميع الشركات الصينية الكبرى ممولة من البنوك، وخصوصا الشركات الحكومية، وتتمتع بتسهيلات بنكية كبيرة، وعلى الجانب المصري أن يتخطى بعض العقبات في مجال الاستثمارات والتي ما تقف في عند القيام بإنهاء الاتفاقية والدخول في مرحلة التنفيذ، فلا بد من بذل جهد من الجانب المصري في هذا الصدد. وقد كان لنا تجربة صندوق بقيمة 10 مليار دولار في أفريقيا، ثم إنتقل إلى أمريكا اللاتينية، وهذه المشاريع تشاركية ما بين الحكومة الصينية والحكومات الأخرى، ربما لا يوجد الكثير من الوعي لمثل هذه الأنواع من الشراكة الاقتصادية، وحاليا يتم عقد مؤتمرات وسلسلة محاضرات من خلال مؤسسات لدى جامعات كونفوشيوس ومن جمعية الصداقة المصرية الصينية تحت رعاية د عصام شرف التي تحاول توضيح الفرص من هذه الشركات بشكل أفضل والوضع في طور التحسن في المستقبل.
خاص وكالة رياليست.