الرياض – (رياليست عربي): لم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي عبر روادها خلال الساعات الأخيرة، عن تقديم صورتين من قلب المملكة العربية السعودية، عبارة عن مقارنة، الأولى استقبال فاتر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للرئيس الأمريكي جو بايدن، في لقاء جرى مؤخراً، أما الثانية فهو استقبال حافل يحمل أكثر من مظهر ترحيب وتفخيم بالرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يزور العاصمة الرياض لعقد القمة العربية الصينية.
المحلل السياسي السعودي، عبد العزيز الخميس، قال في حوار خاص لوكالة “رياليست” إن الرياض قامت في القمم العربية الصينية التي تعقد بالمملكة، بمعاقبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والسياسة السيئة للحزب الديمقراطي الحاكم في واشنطن، موضحاً أن بلاده تريد أن ترسخ سياسة عدم الانحياز لقطب واحد وأن يكون لديها عدة خيارات لاسيما في ظل إدارة الديمقراطيين السيئة مع دول المنطقة العربية وخاصة السعودية، مشيراً إلى أن الجميع يدرك وعانى من الموقف الأمريكي السيء للغاية خلال أزمات عدة شاهدناها في السنوات الأخيرة تجاهنا.
وتنعقد قمة صينية عربية في العاصمة السعودية “الرياض” خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري، بحضور 30 قائد دولة ومنظمة دولية، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الصيني شي جين بينغ، من بينهم قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية، وقمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وسيتم مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي، كما ستوقع على هامش القمة السعودية الصينية، وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية 2030 بالسعودية.
في البداية.. ماذا تريد المملكة العربية السعودية من هذه القمم وهل هي تؤسس تحالف عربي مع الصين؟
عبد العزيز الخميس: المملكة تريد من هذه القمم العربية السعودية الصينية، تأسيس تعاون عربي سعودي وثيق مع الصين في عدة قضايا وعمل مشترك في مسائل تقنية واقتصادية واستثمارية، حيث أن الصين قوة اقتصادية حالية وقادمة بقوة أكثر مما هي عليه الآن وقريبا ستكون القوة الاولى اقتصاديا، ولذلك من المهم التنسيق معها الآن قبل أن يكون هناك عراقيل أو عقبات، وأيضا يبدو أن السعودية تريد ان ترسخ سياسة عدم الانحياز لقطب واحد، وأن يكون لديها عدة خيارات لاسيما في ظل إدارة الديمقراطيين السيئة للعلاقات مع دول المنطقة وخاصة السعودية والسبب ما يبدو التقارب مع الصين ، هو الموقف الأمريكي السيء للغاية خلال أزمات عدة شاهدناها في السنوات الأخيرة.
كيف تتناسب قدرات المملكة الاقتصادية والتطورات التي تشهدها في مجال الصناعة والاستثمارات مع هذا الشكل الجديد من العلاقات مع الصين؟
عبد العزيز الخميس: العلاقات مع الصين سوف تزيد من تطور السعودية في مجالات عدة على رأسهم الصناعة والاستثمارات، ولو رأينا المشاريع التي تم الاتفاق عليها، هي تصب ناحية التحول التقني ووضع المملكة على خارطة هذا التطور دولياً والاستثمار المشترك، وهذا شيء جيد للغاية لاسيما أن الصين تفتح أبوابها للتعاون وليست مثل غيرها تحاول عرقلة نقل التكنولوجيا وبالتالي هذا سيفيد المملكة في تنفيذ رؤية 2030 حيث يكون هناك قاعدة صناعية تقنية متطورة في البلاد.
مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة تستخدم صورتين لهما دلالات كبيرة عن توجه المملكة.. الأولى حول الاستقبال الذي وصف بـ العادي من ولي العهد للرئيس الامريكي بايدن في آخر لقاء جمعهما أما الثانية للاستقبال الحافل للرئيس الصيني.. فما تعليقك على ذلك؟
عبد العزيز الخميس: هذه حقيقة.. العلاقة مع الولايات المتحدة ليست كما هي في السابق، والسبب في ذلك إدارة جو بايدن “السيئة”، وما يحدث يوضح أن السعودية لها موقف مستقل وليست تابعة لأمريكا أو غيرها كما يحاول خصومها أن يصوروها، وأن لديها خيارات عديدة، وهذه رسالة قوية للغرب، أن دول المنطقة لم تعد كما كانت عليه في السابق يذهبون إلى توجه واحد، روسيا والصين لديهما الحضور العالمي والقوة الدولية وأيضا المصالح المشتركة أساسا، وبالتالي على المملكة أن تتخذ من مصالحها نبراسا و بوصلة لتوجهاتها في المستقبل، ولا يوجد في السياسة تبعية ولكن المصالح هي الاساس.
يتحدث البعض عن أنه في ظل ازمة الطاقة العالمية وكون المملكة أكبر مصدر للنفط، من الممكن أن يتم البيع مستقبلا بالريال السعودي.. هل ذلك ممكن أم الدولار حاكماً؟
عبد العزيز الخميس: لا أعتقد أن المملكة تستطيع أن تبيع نفطها حالياً بالريال السعودي، ولكن من الممكن أن تتجه إلى سلة عملات أخرى، أما الدولار إلى الآن مازال هو الحاكم.
حوار خاص لوكالة رياليست – المحلل السياسي السعودي – عبد العزيز الخميس.