موسكو – (رياليست عربي): طائرة بدون طيار أوكرانية، برجاً تجارياً في حي الأعمال بوسط موسكو الثلاثاء كان قد تعرض لهجوم سابق خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين أُسقطت طائرات أخرى وفق تقارير إعلامية.
حول هذا الموضوع، علّق د. عمرو الديب، رئيس مركز خبراء رياليست في مقابلة على قناة “فرانس 24“:
ما تأثير هكذا ضربات على موسكو خلال المرحلة المقبلة وفق أسلوب أوكرانيا الجديد في التعامل مع روسيا؟
د. الديب: أدى فشل الهجوم الأوكراني المضاد، رغم أنه اكتسب زخماً كبيراً وتغطية واسعة، على مدار أكثر من 7 أشهر، بالتالي إن هذا الهجوم غير المدعوم جوياً من الغرب كان محكوم عليه بالفشل بالكامل، خاصة مع تدمير معظم المعدات الغربية بما في ذلك المدرعات التي قُدّمت للقوات الأوكرانية، ولذلك رأت القيادة الأوكرانية في أن تبدأ بأسلوب جديد يتضمن تهديد جديد للداخل الروسي، هو إيصال رسالة مفادها أن موسكو وغيرها من المدن الكبرى غير آمنة ما دامت الحرب مستمرة في أوكرانيا، وهذه هي الرسالة الأهم.
وبعيداً عن الحديث حول عدم وقوع إصابات، وتصدي الدفاعات الجوية الروسية لهذه المسيرات وما إلى ذلك، الهدف الذي تريد إيصاله أوكرانيا هو أن موسكو والداخل الروسي، مع التركيز على العاصمة نفسها غير آمنة، وأن هذا الأمر ليس إلا البداية وقد يكون هناك تحديث لعمليات الاستهداف هذه من خلال الاستهداف بعدد أكبر من المسيرات التي يصعب على أنظمة الدفاع الجوي الروسية التعامل معها، حتى من الممكن أن تستهدف هذه المسيرات المدنيين أيضاً، أو مجمعات سكنية وما إلى ذلك.
كيف سيتعامل الجيش الروسي مع ذلك، في ظل استهداف سفن دورية روسية في البحر الأسود؟
د. الديب: هذا أمر آخر، يجب الحديث منفصلاً عنه، لأن بعد تجميد مشاركة روسيا في صفقة الحبوب، مع تركيا والأمم المتحدة وكذلك أوكرانيا، أصبحت الملاحة في البحر الأسود غير آمنة وهذا ما صرّحت به وزارة الدفاع الروسية بعد الانسحاب من الصفقة مباشرةً، ووزارة الدفاع الأوكرانية كذلك الأمر، أي أن السفن المدنية أيضاً ليست في مأمن، لأنها ستكون هدفاً للجهتين معاً للاعتقاد بأنها قد تكون تحمل أسلحة على متنها.
وهذا يعني مع استهدافات جسر القرم أيضاً، كل هذه الأمور معاً تؤكد أن الملاحة في البحر الأسود غير آمنة، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير جداً على حركة التجارة وخصوصاً مسألة إمداد الحبوب للقارة الإفريقية ودول الشرق الأوسط لأن البحر الأسود هو المنفذ الوحيد والأقرب إلى البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، فإعطاء إشارة أن الملاحة في هذا الموقع غير آمنة، سيؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية في القريب العاجل، أو أن يتم دفع روسيا مجدداً إلى صفقة الحبوب خاصة وأن اليوم هناك اتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ستتم خلاله مناقشة هذه الأمور، خاصة وأن عملية تصدير الحبوب وغيرها من الموانئ الموجودة على البحر الأسود هو أمر غاية في الأهمية ليس فقط لروسيا ولأوكرانيا فقط، ولكن لدول الشرق الأوسط ودول القارة الإفريقية التي ستعاني بشكل أكيد إذا ما تم تقليل الكميات التي تخرج من الموانئ إلى وجهتها.
ما آخر التطورات الميدانية الروسية وسط شح المعلومات عن سير المعارك على الجبهة الأوكرانية وهل من أسباب حول هذا التعتيم؟
د. الديب: من المعروف أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو كان قد صرّح بالأمس حول حجم الخسائر الأوكرانية في شهر يونيو فقط، وهي خسائر مهولة بحسب ما أعلن عنه شويغو، لكن بالنسبة للجبهة، إنها ما يحدث داخلها أمور روتينية يومية من قصف متبادل وتدمير معدات وإبطاء تقدم أو صد هجمات، فهي أمور روتينية طبقاً لظروف الحرب التقليدية دون أن يتخللها سيطرة جديدة على بعض المواقع أو الأراضي، لكن خلال الفترة الماضية كان هناك تأكيد لعمليات الدفاع الروسي الذي استطاع صد الهجمات الأوكرانية في الفترة الماضية، لكن لا صلة لذلك بالتعتيم بل مرتبط بعدم وجود أحداث جديدة.
لذلك الهجوم على العاصمة الروسية والسفن الدورية في البحر الأسود، موضوعات أكثر إثارة الآن من الأمور الروتينية الحاصلة على الجبهة الأوكرانية اليوم.