دمشق – (رياليست عربي): قال الخبير بالشأن التركي “سركيس قصارجيان”، إن خطورة مرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيكون لها تأثير سلبيا على الأصوات التي سيحصل عليها من أنصاره في الانتخابات التركية المنتظرة.
وأشار في مقابلة مع “رياليست” تنشر على جزئين، إلى أن العارض الصحي الذي يمر به “أردوغان” سيؤثر كثيراً في نتيجة الانتخابات إذا ثبت وجود أزمة صحية كبيرة، حيث أنه في هذه الحالة سيخسر الرئيس “أردوغان” الكثير من الأصوات لأن الذهنية التركية المجتمعية تميل إلى شخصية القائد القوي.
كيف ترى تأثير العارض الصحي على الرئيس التركي أردوغان في هذا التوقيت قبيل الانتخابات؟
لا أعتقد أن العارض الصحي سيؤثر كثيراً في نتيجة الانتخابات إلا إذا ثبت وجود أزمة صحية كبيرة، في هذه الحالة سيخسر الرئيس “أردوغان” الكثير من الأصوات لأن الذهنية التركية المجتمعية تميل إلى شخصية القائد القوي وذلك كان أهم الأوراق التي لعب عليها “أردوغان” في السنوات السابقة بالظهور في ثوب القائد القوي السلطان الذي يهدد ويضرب بيده على الطاولة، لأن هذه هي الشخصية المحببة للأتراك وبشكل عام للشعوب الشرقية إن صح التعبير، لذلك في حالة ثبوت وجود عارض صحي حاد وأزمة يعاني منها “أردوغان” سيؤدي إلى خسارته نسبة كبيرة من الأصوات، لأن ذلك سيتعارض مع فكرة القائد القوي التي يحبها الأتراك ولكن حتى الآن لا يوجد تأثير مباشر لغيابه على نتيجة الانتخابات
هل غياب الظهور العلني للرئيس “أردوغان” قد يكون موضع شك للجمهور الناخب؟
غيابه حالياً لن يكون موضع شك للناخب التركي لأن الحديث عن نزلة برد أو الوصول إلى الإصابة بفيروس كورونا وتم التعود على العزلة لمدة أيام في مثل هذه الحالات، ولكن في حال طال أمد هذا الغياب سيكون له تأثير وستظهر الأسئلة الخاصة بالتداول للسلطة، لذلك فإن الأمر له علاقة بمدة الغياب وحتى الآن الأمر مقبول بالنسبة للناخب التركي المؤيد لسياسات “أردوغان”.
كيف ترى التعامل ملف اللاجئين في ظل وجود حديث عن ترحيل ما بين 3 – 4 مليون لاجئ سوري من تركيا؟
ملف اللاجئين السوريين ورقة معقدة في الانتخابات التركية ولا يمكن التعامل معه بالطريقة التي يتم اتباعها حالياً أي الحديث عن إرسالهم لأن ملف اللاجئين في تركيا الآن ملف سياسي بين السلطة والمعارضة يحمل تجاذب والطرفين يستغلان هذا الملف ولكن الحديث عن إعادتهم ليس بالكلام الواقعي وغير قابل للتحقيق لكونه شائك لأن الحديث لا يتعلق بمجموعة يتخذ بشأنها قرار ترحيل إو عودتهم لبلدهم ، فهناك أمور يجب وضعها في الاعتبار منها أن هناك أطفال سوريين ولدوا في تركيا، وسوريين حصلوا على إقامات وجنسيات، وهناك سوريين دخلوا في شراكة تجارية وصناعية مع أتراك، ويد عاملة سورية تساهم في الاقتصاد ولا يمكن الاستغناء عنهم لذلك فإن أمر هذا الملف معقد وفي حال فوز المعارضة في الانتخابات سيتم إرسال بضع الآلاف من المقيمين بطريقة غير شرعية ومن ثم يتم العمل على أركان بقية الملف الذي لا يتوقف على قرار ولكن يحتاج تضافر جهود أممية أيضا لأن العودة الطوعية لهؤلاء يحتاج للتعافي الاقتصادي في سوريا وحل سياسي شامل وهما أمرين غائبين في ظل ظروف معيشية صعبة والحل السياسي لم يتبلور بعد حيث أنه لا يوجد ثقة للكثير من السوريين للعودة الآمنة لمناطقهم لذلك فأن هذا الملف يحتاج المزيد من الوقت.
هل الحديث عن ملف اللاجئين ورقة انتخابية أم إنقاذ ما أمكن من الاقتصاد التركي المنهك؟
الحديث عن اللاجئين السوريين في تركيا له علاقة مباشرة بإنقاذ الاقتصاد التركي الذي يعاني حاليا من أعباء اللاجئين السوريين لكن أيضاً لهؤلاء اللاجئين إسهامات كبيرة في الاقتصاد التركي لاسيما من ناحية العمالة رخيصة الثمن، وهناك العديد من المنظمات الدولية التي تعمل على ملف اللاجئين وبالتالي تحصل أنقرة على تمويل دولي يتم إنفاقه داخل تركيا كرواتب ومخصصات لشراء المستلزمات مما يعتبر نقد أجنبي ينعش السوق التركي ، وفي السابق الكثير من السوريين نقلوا أموال ضخمة للغاية لعمل مشروعات في تركيا مما ساهم في تحقيق ايجابيات استثمارية للاقتصاد التركي ، ورقة اللاجئين محاولة من قبل الأحزاب السياسية التركية لمواكبة التيار القومي المتصاعد وبالتالي الحديث بلسان حال الأتراك الرافضين لوجود اللاجئين السوريين لأسباب تتعلق بعضها بطبيعة المواطن التركي لاسيما ممن ينتمون للجناح القومي ، أسباب لها علاقة بإظهار اللاجئين من جانب الحكومة والمعارضة التركية على أنه سببا رئيسيا في إنهاك الاقتصاد بجانب وجود مخاوف ديموغرافية من قبل وجود اللاجئين ، لذلك فإن عودة اللاجئين السوريين لن يسهم في تعافي الاقتصاد التركي بل العكس صحيح حيث أنه مع فقدان السوق التركية لليد العاملة السورية ، سيتفاقم الوضع الاقتصادي في تركيا.
في ظل ظهور بوادر تطبيع بين مصر وتركيا.. ما هي أهم أسس هذا الملف وما المطلوب من تركيا وما سبب ذهاب مصر إلى إعادة العلاقات بين البلدين؟
ما خرج من خطوات لإنهاء الأزمة بين مصر وتركيا مؤخراً ليست مستغربة، هناك أسباب بين القاهرة وتركيا في القدوم لتلك الخطوات قبل الانتخابات لم يعلن عنها صراحة، هناك ملفات تم التوافق عليها شجع مصر إلى الذهاب نحو خطوات تطبيع مقبلة قبل الاستحقاقات المنتظرة في تركيا.