دمشق – (رياليست عربي): جدد الناخبون في أرمينيا في الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت الأحد ثقتهم برئيس الوزراء نيكول باشينيان. وفاز حزب باشينيان “العقد المدني” بالأغلبية البرلمانية التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفرداً وحصد 53,9 بالمئة من أصوات الناخبين.
وحصل حزب باشينيان “العَقْد المدني” على نحو 53,9% من الأصوات متقدماً بفارق كبير على لائحة منافسه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان التي حصدت 21% من الأصوات، بعد فرز كل بطاقات الاقتراع.
حول الانتخابات الأرمينية ومآلات نجاح باشينيان، وانعكاسات ذلك على الواقع الداخلي، سألت وكالة “رياليست”، الأستاذ جيراير رائيسيان، عضو مجلس الشعب السوري، عن هذا الموضوع.
لا شك بأن شعبية باشينيان لم تكن كما كانت قبل ثلاث سنوات، أيام فترة وصوله إلى السلطة، وقد تزايدت الانتقادات يوماً بعد يوم، وخاصة بعد الأزمة الأرمينية – الأذرية، وعلى مختلف الأصعدة كذلك الأمر، حتى وصلت الأمور إلى مرحلة نتج عنها، الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وخاصة من قبل باشينيان، هذه الخطوة أعتبرها خطوة جريئة للحفاظ على ما تبقى من شعبيته لدى أنصاره.
كذلك، الانتخابات المبكرة هي محاولة لتحسين هذه الشعبية، وهنا لم أستغرب دعوته المواطنين للتصويت، خاصة وأنه لا يزال على رأس عمله في السلطة، إذ أنه بإمكانه استخدام موقعه على فئات بسيطة، كوسيلة ضغط غير مباشرة، وذلك للإدلاء بأصواتهم لصالحه.
بالتالي، لا حاجة لكشف أخطاء باشينيان ومساعديه خلال حرب “ناغورونو قره باخ – آرتساخ”، لأنها واضحة للجميع، لكن من الطبيعي جداً، تركيز المعارضة وتسليطها الضوء على تلك الأخطاء واستثمارها في حملتهم ضد باشينيان، ما يعني أن هذا الأمر لا يخرج عن سياقه الطبيعي كما أشرت.
هذا يأخذنا في أنه لو نجحت المعارضة، كان ليأخذنا الوضع إلى خطوات عملية ملموسة النتائج، حتى وإن كانت نتائج بسيطة، ولو تحقق هذا النجاح لكان هناك فرصة أملٍ للخروج من الأزمة السياسية، لكن نجاح باشينيان يجعلنا نتساءل ما الجديد الذي سيقدمه وما هي التغييرات التي ستحصل؟
النتيجة أنه لا أمل ولا مجال لحواره مع المعارضة، لأنه متهم بـ “الخيانة الوطنية” المطلقة، وبأوسع معاني هذه الكلمة.
نتائج الانتخابات غير مُرضية، لكن ليس من مصلحة أرمينيا والشعب الأرميني، تصعيد الأزمة واللجوء إلى السلاح، لأجل حرب أهلية، إن حدثت ستكون عواقبها يفوق ما سببته الحرب الأخيرة من خسائر أليمة.