أبو ظبي – (رياليست عربي): في مساء يوم 22 مارس، وقع هجوم إرهابي في قاعة مدينة كروكوس في كراسنوجورسك بالقرب من موسكو، حيث أطلق مجهولون النار قبل بدء أداء مجموعة بيكنيك الموسيقية، وبعد ذلك اندلع حريق، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات من المتواجدين داخل القاعة.
وعن التنديد بهذا العمل الإرهابي والعامل الإنساني، وغير ذلك، سألت وكالة رياليست، الكاتب الإماراتي، الدكتور، أحمد إبراهيم حول هذا الموضوع:
بصفتي أولاً وقبل كل شيء، مواطن إماراتي، كل ما أقرأ أو اسمع عن شيء يخص الاحتفالات في العاصمة الروسية – موسكو، تتجدد ذكرياتي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة على التوالي، كنت أتواجد خلال رأس السنة في موسكو، وأجد دوماً هذا التطور الحضاري وهذا الاندماج الشعبي من خلال تقبّل الآخر بكافة أطيافها وأصنافها ومعتقداتها، بالتالي، إن الإنسان الحضاري هو ذلك الإنسان الذي يقبل البناء والحضارة والتطوير والتعمير على حساب من لا يقبله بالتفكير التكفيري، والتدميري.
وبالتالي، نحن كل ما نقرأ عن هذه الأخبار المؤلمة خاصة في القراءة الداخلية وما بين السطور، نرى أن كوكب الأرض كما نعرف يتجه نحو مسيرة هي أن الإنسان مع الإنسان جنباً إلى جنب يقوم بالبناء والتعمير من الأصول الأولى (أيام قابيل وهابيل) اللذين كانا يعمران معاً ويعبّدان الطريق معاً لتكون الكرة الأرضية بتطورها، قد أفلت مساحة واسعة منها بحكم عدم تقبل قابيل لهابيل، فالبقاء للأفضلية، وسر النجاح يكون من خلال تقبل الأفكار والتسامح.
ففي الإمارات معروف أن فيها رؤية تسامحية، والإمارات الدولة العربية الوحيدة التي تتميز بوجود وزارة التسامح وتواجد جنسيات متعددة، وقرار الإمارات كان دائماً باتجاه السلام والتسامح وقبول الرأي الآخر، وما يؤكد ذلك الإدانة التي جاءت على لسان القيادة العليا وضمن قراراتها الدائمة أن دولة الإمارات ترفض العنف والإرهاب.
ونحن خلال قراءاتنا لما حدث بالقرب من مدينة موسكو في قاعة حفلات كروكوس، وتنفيذ هذه الجريمة بأسلوب بشع على شكل إبادة جماعية دون التفكير أو النظر بالأرواح التي زُهقت وكذلك الأطفال، فكيف تشكلت رؤى تتقبل هكذا نوع من الجرائم وهذا محكوم بالزمان عندما يأتي رأي آخر يبطل الرأي الأول، وكثير من الرؤى السياسية والاقتصادية واللوجستية وحتى العقائدية حصل فيها اجتهادات جاءت لتصويب الأخطاء التي سبقت.
بالتالي، علينا أن نتقبل أن هناك تسامح في فهم الآراء، لكن حين فرض رأي بطريقة معينة باستخدام العنف وتنفيذ إبادة جماعية وبأسلوب وحشي، هذا مرفوض، ورأيي مقتبس من الرؤية الإماراتية للقيادة العليا التي أدانت هذا العمل، فالإمارات بلد تنموي رحبا بالتنمية الاقتصادية، بوجود أعلى برج في العالم وتواجد جنسيات متعددة عى أرضها، وتفعيل المؤتمرات، فدائماً كانت الرؤية الإماراتية، رؤية تسامحية بشكل عام، وبشكل خاص نحن ندين هذا التصرف الذي نأمل أن يكون تحت السيطرة الروسية خلال الأعوام القادمة من خلال القضاء على الإرهاب بحيث عدم تكرارها مستقبلاً في موسكو وكل العواصم التي يجب أن يكون الإنسان فيها يحظى بالقبول والتسامح والتآزر والتآخي والمحبة، والتعايش السلمي، وهذا ما نراه ونأمل به ونتوقعه.