بروكسل – (رياليست عربي): تبقى مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي مسألة جدل، وسط إثارة ملف الفساد فضلاً عن قضية اللاجئين الأوكرانيين، عوامل تعيق تحقيق رغبة كييف في هذا الإجراء، فضلاً عن انقسامات داخل الاتحاد بين مؤيد ومعارض، فهل من الممكن أن نشهد تغييرات في الموقف الأوروبي؟
حول هذه الملفات، يقول فرانك كريلمان، النائب الفخري عن حزب التحالف الفلمنكي الجديد في بلجيكا، ضمن حوار خاص لـ “وكالة رياليست” مجيباً ومحللاً هذه التفاصيل.
لقد أصبح الفساد في أوكرانيا بالفعل قضية كبيرة منذ عقود، منظمة الشفافية الدولية تضع أوكرانيا في المركز الخامس بين الدول الأكثر فسادا في أوروبا في العالم، فهي الدولة رقم 104 الأكثر فساداً بين 180 دولة، ومع ذلك، من الصعب التحقيق في حجم أنشطة الفساد باعتبارها “اقتصاداً” خفياً.
كما من السهل اكتشاف العديد من الفساد في الاقتصاد الأوكراني، ومؤخراً داخل الهياكل العسكرية، وهو مشكلة تحتاج إلى معالجة قوية وصريحة من قبل قادة أوكرانيا.
وقد سلطت الحكومات الغربية والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي الضوء على مكافحة الفساد باعتبارها أولوية قصوى، واستثمرت برامج مساعداتها بكثافة في المنظمات غير الحكومية لمكافحة الفساد، وحملات التوعية العامة، وتعزيز الحكم الشفاف، وقد ساعدت هذه الجهود، على سبيل المثال، في إنتاج واحد من أكثر المتطلبات صرامة على مستوى العالم فيما يتعلق بالإعلان عن الدخل والأصول من جانب موظفي الخدمة المدنية، والمشرعين، والمسؤولين الحكوميين، لكن مثل هذا التركيز المستمر على الفساد يزيد أيضاً من التصور بأنه منتشر على نطاق واسع، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتغير هذا التصور، حيث يحاول رجال الأعمال الأوكرانيون داخل الاتحاد الأوروبي إنشاء أعمال تجارية لمراكز الأعمال بين شركات الاتحاد الأوروبي والشركات الأوكرانية متجنبين تدخل الدولة.
وحول السؤال الرئيس: هل يمنع الفساد أوكرانيا من أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي؟ من المؤكد أن الفساد لا يساعد أوكرانيا على أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، ولكن هل سيمنعهم من أن يصبحوا أعضاء؟ شخصياً لا أعتقد ذلك، كما انضمت دول أخرى لم تكن تتمتع بسمعة طيبة فيما يتعلق بهذه القضية إلى الاتحاد الأوروبي ولم تبذل جهوداً حقيقية في مكافحة الفساد إلا بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي تحت ضغط وقف تمويل الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يحدث كل شيء، بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا ستجعل سمعتها السيئة أن لن تؤثر في انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، في الواقع، ربما يتعين على روسيا أن ترحب بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ومن المؤكد أن هذا من شأنه أن يضعف الاتحاد الأوروبي مالياً، وبما أن قدراً كبيراً من التمويل سيتحول من أعضاء الاتحاد الأوروبي في أوروبا الوسطى والشرقية، فقد يكون ذلك بمثابة تفكك الاتحاد الأوروبي.
وحول التعبئة الأوكرانية، لأوكرانيا الحق في طلب التعبئة العامة كأي دولة أخرى، وقد يكون إغلاق الحدود للرجال في سن معينة مفيداً للأشخاص الذين ليس لديهم موارد مالية، ولكن في الاتحاد الأوروبي نرى الكثير من اللاجئين الذكور مع أو بدون أسرهم يركبون سيارات فاخرة، لذلك ليس فقط النساء والأطفال، ويعتقد الغربيون أن الأشخاص الذين يستطيعون تحمل التكاليف يتواجدون هنا أكثر من الأوكرانيين الفقراء الذين لا يستطيعون رشوة الأشخاص الذين يتعين عليهم السيطرة على الحدود، وهذا يعطي للاجئين سمعة سيئة، وفي مدينتي أيضاً، تم إنشاء قرية طوارئ تتسع لـ 650 شخصاً وتم وضع بعضهم في مساكن اجتماعية قائمة مما أدى إلى إطالة قائمة الانتظار من 4 إلى 9 سنوات للأشخاص من ميكلين، وهي مدينة من القرون الوسطى يبلغ عدد سكانها 95.000 نسمة، والاتحاد الأوروبي في حد ذاته لا يلعب أي دور في التجنيد العسكري والتعبئة العسكرية.
أما بالنسبة للأزمة الأوكرانية، أتوقع إطالة أمد الحرب أكثر، وعلى الرغم من أن روسيا تحاول فتح حوار مع أوكرانيا، إلا أن البلاد نفسها ليست مستعدة بعد للسلام، وطالما أن روسيا تكتسب الأراضي، فإن مطالب الحوار ستكون “صامتة” إلى حد ما، وأخشى أنه طالما أن الدعم العسكري قادم فإن القتال سيستم، على الرغم من أننا نرى أن الحصول على هذا الدعم العسكري يأتي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة حيث يصبح أكثر صعوبة، قد يكون الحل هو أن تصبح بقية أوكرانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي ولكن ليس في حلف شمال الأطلسي، حيث يمكن إعادة أجزاء من أوكرانيا، لكن ليس القرم أو شرق أوكرانيا، وبالطبع ما الذي يحدث في الظل لا أعرفه.