القاهرة – (رياليست عربي): يتطلع المجتمع المسلم في فرنسا بحذر للإنتخابات الفرنسية والتي تجري كل 5 سنوات، بسبب نشاط الأحزاب اليمينية وأقصى اليمين ولما يحملوه من أيديولوجيات وكراهية ضد وجود المسلمين في فرنسا.
حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية ومنافسة المرشحين، ووضع المجتمع المسلم في فرنسا، قال الأستاذ، محمد نبيل البنداري، الباحث في الشأن الدولي – مصر:
مارين لوبان المرشحة لأقصى اليمين عن التجمع الوطني والتي خاضت الإنتخابات الفرنسية أمام الرئيس الحالي ماكرون عام 2017، لديها تصريحات معادية للأجانب والمسلمين على أراضي فرنسا وهي تخوض الأن الإنتخابات في الجولة الأولى أمام الرئيس ماكرون وهي مرشحة وبقوة لأن تمر من الجولة الأولى وتصل للثانية اذا تعادلت النسب.
وأضاف ، على الرغم من إنخفاض نسب البطالة في عهد حكومة ماكرون وتعامل فرنسا مع جائحة كورونا بشكل أفضل من دول كثيرة في الإتحاد الأوروبي إلا أن هناك متغيرات أخرى أمام الناخب الفرنسي يقيم بها أداء ماكرون منها:
أولاً، داخلياً: لديه أزمة موقوتة بخصوص الطاقة وتأثير ذلك على المواطن الفرنسي وهذه الأزمة قديمة/ حديثة، قديمة لأنها بدأت مع احتجاجات السترات الصفر عام 2018، ضد الحكومة، احتجاجاً على إرتفاع أسعار الوقود وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة، وحديثة لأنها بلا شك عادت الأزمة مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية ووقف روسيا إمدادات الغاز والطاقة لأوروبا، وفرنسا تستهلك 40% من الغاز الروسي.
أيضاً، لدى ماكرون قضية تشغل الرأي العام الفرنسي حالياً وهي فتح المكتب الوطني للمدعي العام المالي الفرنسي تحقيقا الأسبوع الماضي بشأن شركة الاستشارات الأمريكية “ماكينزي” في قضية غسيل أموال وتهرب ضريبي، كان تقرير من مجلس الشيوخ الفرنسي قد أشار إلى أن هذه الشركة تخلفت عن سداد الضرائب المستحقة عليها بين عامي 2011 و2020 وقد نفذت عقوداً بملايين اليوروهات مع الحكومة الفرنسية، ويتهم الرأي العام الفرنسي ماكرون بإهدار المال العام وكان من الممكن استغلال هذه الأموال لتنفق على الداخل الفرنسي.
ثانياً، خارجياً: حاول الرئيس ماكرون منذ بداية دخوله للإليزيه أن يجد لفرنسا دور لتكون فاعل نشط في المواقف والأزمات الدولية بداية من الأزمة الليبية واستضافة أطراف النزاع مروراً بإعلان (فرنسا) وسيط نزيه يمكن أن يتدخل في مسار القضية الفلسطينية وهذا بعد صفقة القرن وانزعاج الدول العربية من الولايات المتحدة كوسيط لم يحقق مبدأ النزاهة بعد هذا الإعلان . كذلك زيارة ماكرون للبنان بعد إنفجار مرفأ بيروت ديسمبر 2021، وإعلان مساندة فرنسا للشعب اللبناني، مروراً إلى الجهود المبذولة من جانبه لتحقيق السلام في الحرب الروسية الأوكرانية وعرضَ بأن تكون فرنسا وسيط لإنهاء النزاع إنطلاقاً من أن فرنسا تترأس حالياً ولمدة 6 شهور للمجلس الأوروبي ولكن رد الرئيس بوتين واستقباله له كان واضح للقاصي والداني.
ويرى البنداري أن كل هذه الأزمات السابقة داخلياً وخارجياً والوضع الدولي الراهن ونشاط فاعلين أخرين أكثر قدره وفعاليه من فرنسا على المستوى الدولي قد سحب البساط من فرنسا لتلعب دور فعال فيها.
بالتالي، فإن تقييم الناخب الفرنسي لهذه التحركات الفرنسية على مستوى السياسة الخارجية وإرتدادات الحرب الروسية الأوكرانية وإهدار المال العام، من المتوقع ستكون عكس التيار وستكون في صالح لوبان مرشحة أقصى اليمين ذات الحظ الأوفر حالياً بالفوز بهذه الانتخابات.
خاص وكالة رياليست.