موسكو – (رياليست عربي): بدأ التصويت في روسيا للانتخابات الرئاسية، ولأول مرة، سيكون الأمر متعدد الأيام – من 15 إلى 17 مارس وباستخدام التصويت الإلكتروني عن بعد.
حول الانتخابات الرئاسية الروسية ودور المراقبين الدوليين، والموقف الأوكراني منها وسط عمليات ممنهجة لاستهداف المناطق المدنية الروسية، سألت وكالة رياليست، الأستاذ أندريه أونتيكوف، الخبير في الشؤون الروسية والشرق أوسطية من موسكو، حول هذه التفاصيل:
إن مسألة وصول مراقبين من الخارج لمتابعة العملية الانتخابية في المناطق والأقاليم الروسية، هو أمر طبيعي، كما حدث في الانتخابات السابقة العام 2018، حيث كان هناك أكثر من 1500 مراقب دولي، من المنظمات الدولية والدول الأجنبية.
وفيما يتعلق بالأحداث الجارية، والأزمة الأوكرانية، فقد كان هناك محاولات من قبل سلطات كييف، لزرع على ما يبدو الخوف والرعب داخل المجتمع الروسي، خاصة وأنه قبل يومين من الآن، كان هناك محاولة تسلل من قبل مجموعة كبيرة من القوات الأوكرانية إلى منطقة بيلغورود الحدودية، وجدير بالذكر أنه عندما أقول مجموعة كبيرة وبحسب المصادر إنها كانت تتألف من مئات العناصر التابعين للجيش الأوكراني، بالعتاد الكامل بما في ذلك المدرعات والمعدات الثقيلة، حيث جرت معارك عنيفة في بيلغورود.
بالتالي، إن حدث الانتخابات الرئاسية في روسيا ستحاول أن تستغله القوى المختلفة، سواء كانت أوكرانيا التي تحاول استغلال الحدث عسكرياً، في الأراضي الروسية، وكذلك وفقاً للتقارير يوجد هناك، هجمات سيبرانية من الخارج على المواقع المختلفة ذات الصلة بعمليات الاقتراع.
وبالحديث عن الانتخابات بشكل عام، فيمكن القول، إنه وكما بادٍ للجميع أن الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، سينتصر في هذه الانتخابات، لكن الأهم من ذلك بكثير، الأرقام وما هو عدد الأصوات التي سيحصل عليها الرئيس الحالي خلال هذه الانتخابات وهذا الأمر أيضاً مرتبط بنسبة المشاركة في الانتخابات، لماذا هذا؟
لأنه كما يُقال ويُعتبر أن الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، يحتاج إلى نسبة مشاركة تكون أكثر من 70%، كذلك أكثر من 70% من الأصوات، وهذا سيعني أن أكثر من نصف سكان روسيا يجب أن يصوت لفلاديمير بوتين، وهذا ما يمنحه ورقة الدخول للكرملين مجدداً للاستمرار سياساته كما كانت حتى هذه اللحظة، وفي الوقت نفسه، يبدو أن البلاد أمام بعض التغييرات، وهي عملية مستمرة منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وهذه التغييرات مستمرة، وعندما أتحدث عن ذلك، فهذا يعني إعادة ترتيب الأمور الاقتصادية وفق الواقع الجديد، وإعادة بناء الاقتصاد وفقاً للوضع الجديد كذلك الأمر، وإقامة جسور التعاون الجديدة مع الدول الأخرى، نتيجة القطع شبه التام للعلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الغربية، والتي كما يبدو أن عملية عسكرة الاقتصاد الروسي ستستمر، وهذا ما يتطلبه الأمر وفق الظروف الحالية.
بالتالي، إن هذه الانتخابات مهمة جداً، وكما هو واضح أنها ستحدد المستقبل لـ الست سنوات القادمة.