لندن – (رياليست عربي): أدى النقص في كابلات الألياف الضوئية في جميع أنحاء العالم إلى ارتفاع الأسعار وإطالة أوقات التسليم، مما يعرض للخطر خطط الشركات الطموحة لنشر البنية التحتية للاتصالات الحديثة، طبقاً لصحيفة Financial Times.
تعد أوروبا والهند والصين من بين المناطق الأكثر تضرراً من الأزمة، حيث ارتفعت أسعار الألياف بنسبة 70٪ عن أدنى مستوياتها القياسية في مارس/ آذار 2021، من 3.7 دولار إلى 6.3 دولار لكل كيلومتر من الألياف، ووفقاً لشركة Cru Group لاستخبارات السوق، من المتوقع أن ينمو سوق الألياف من 4.9 مليار دولار في عام 2022 إلى 8.2 مليار دولار في عام 2027 على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ومن المتوقع أن ينمو خلال هذه الفترة بمعدل 10.9٪ سنوياً، في حين أن “الوباء” قد دفع بعضاً من أكبر مجموعات التكنولوجيا والاتصالات إلى تقليص استثماراتها الرأسمالية، فقد كانت هناك زيادة في الطلب على خدمات الإنترنت والبيانات، مما أدى إلى نقص في المواد الحرجة ولكن غالباً ما يتم تجاهلها.
بالمقابل، تعمل شركات مثل Amazon و Google و Microsoft و Meta (المحظورة في الاتحاد الروسي) على توسيع مراكز البيانات الخاصة بها لتلبية الطلب المتزايد، بما في ذلك إنشاء شبكات ألياف بصرية دولية واسعة النطاق.
وفي الوقت نفسه، حددت الحكومات أهدافاً طموحة لنشر النطاق العريض فائق السرعة والجيل الخامس، والتي تتطلب كميات كبيرة من كابلات الألياف الضوئية تحت الأرض، وقال مايكل فينش، المحلل في Cru: “مع تضاعف تكلفة النشر فجأة، هناك الآن تساؤلات حول ما إذا كان يمكن للبلدان تحقيق الأهداف المحددة لبناء البنية التحتية وما إذا كان هذا يمكن أن يؤثر على الاتصال العالمي”.
حيث يقدر Cru أن إجمالي استهلاك الكابلات زاد بنسبة 8.1٪ في النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، واستحوذت الصين على 46٪ من الإجمالي، وتمثل أمريكا الشمالية المنطقة الأسرع نمواً بنسبة 15٪. ويرتبط سبب النقص أيضاً بارتفاع أسعار بعض المكونات الأساسية المستخدمة في تقنية الألياف الضوئية.
يعود سبب نقص الهيليوم، وهو عنصر حاسم في إنتاج الألياف الزجاجية، جزئياً إلى توقف المصنع في روسيا والولايات المتحدة، مما أدى إلى زيادة سعر هذا العنصر بنسبة 135٪ خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار رابع كلوريد السيليكون، وهو مكون رئيسي آخر في إنتاج الألياف، بنسبة 50٪.